لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

 

صورة-1

 



 

هذة الجمله العظيمه التي بها اعترافين كبيرين الاول و هو الاعظم :الاعتراف بالوهيه الله تعالي و وحدانيتة و الثاني: الاعتراف بالذنب و التقصير و الخطا ، فالاول يدل علي تمام العبوديه للة رب العالمين ،و الثاني يدل علي قوه الايمان و الرغبه فتطبيق العبوديه تطبيقا صحيحا بالتنازل عن الغرور و التوقف عن التمادى فالعصيان و الرغبه بل العزم فالطاعه و الاخلاص و الاستقامه للة تعالي .. ان البدء بتوحيد الله تعالي فالدعاء و تنزيهة فية اعتراف بذلك و فية ردع للنفس العاصيه او الطاغيه و تذكير لها انها مهما تمادت و تعجرفت فان هنالك من خلقها و من سيحاسبها و من هو قادر عليها فيجعلها هذا تتراجع و تخاف و تتادب و تمتنع عن الحرام ، بعدها الاعتراف بالخطا يصبح نتيجه حتميه للشعور بعظمه الله تعالي و قدرتة و اليقين بذلك ،فالمرء ان علم ان هنالك من هو اقوي منة و طلب منة التوقف عن امر ما و الا عاقبة فانة يتوقف عنة مباشره فكيف ان كان الامر و الناهى هو الله تعالي و بالتالي فانة يمتنع كليا ان و قع الايمان و اليقين فقلبة و يتراجع عن ما هو فية او ما كان علية صاغرا تائبا ، و هو كذلك يستشعر عظمه الله تعالي و انه الالة الحق و انه الامر الناهى و انه المجازى و المعاقب و ان جميع شيء بامرة و تقديرة فيستحى حينها ان ينقص فحق ربة تعالي او ان يعصية و لا يوفية حقة من عباده و طاعه مع انه مهما فعل فلن يستطيع ان يرد جزءا بسيطا من حق الله تعالي علية ، و يبقي الامل فرحمه الله و رضوانه.

{ان لا الة الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين}

{وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر علية فنادي فالظلمات ان لا الة الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين} [الانبياء : 87]

جاءت فالقران الكريم علي لسان عبد صالح من عبيدة ، و نبى كريم من انبيائة و هو سيدنا يونس بن متي علية السلام ، و ذلك النبى لما راي نفسة و قع فبلاء من ربة و امتحان ، و ابتلى بان جعلة الله تعالي فبطن الحوت نادي فالظلمات ، ظلمه الليل ، و ظلمه البحر ، و ظلمه بطن الحوت ..نادي الذي يسمع و يري جميع شيء كما قيل -والله اعظم من هذا -: يري و يسمع دبيب النمله السوداء فوق الصخره الصماء فالليله الظلماء ،سبحانة ذلك العظيم القدير القوى العزيز المسيطر علي جميع شيء ناداة عبدة و نبية و هو موقن باجابتة و ناداة اولا بوحدانيتة و الوهيتة بعدها اعترف له بحالة فانجاة الله تعالي من بطن تلك الدابه البحريه و اعادة و عافاة ، فيا سبحان الذي قال عن نفسة {واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوه الداع اذا دعان فليستجيبوا لى و ليؤمنوا بى لعلهم يرشدون} [البقره : 186] ،و قال {امن يجيب المضطر اذا دعاة و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الارض االة مع الله قليلا ما تذكرون} [النمل : 62] .. فتدبروا يرحمكم الله تعالي قوه الدعاء ، و نتيجه الاعتراف بالتقصير -حاشا الانبياء- بعدها نتيجه التوحيد و اليقين بعون الله و توفيقة عند اخلاص التوبه و الانابه اليه.

{ان لا الة الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين}

فلا الة الا انت بها نفى للالوهيه تماما عن جميع احد و جميع شيء بعدها اثباتها قطعا للة تعالي -الا انت- فهو الالة الحق لا شريك له ، و جميع من يعبد سواة فهو من ناحيه :الة باطل ليس الها حقيقيا و لو قيل عنة الة ،ولو و صف بالالوهيه فالوهيتة مزيفه كاذبه فهو مخلوق و عاجز او ربما يصبح خرافه و اسطوره ،و من ناحيه ثانية: هذة العباده التي تصرف الي غير الله باطله بل تعد شركا و اثما علي صاحبها ، فلابد من توحيد الالة الحق الذي قال عن نفسة {شهد الله انه لا الة الا هو و الملائكه و اولو العلم قائما بالقسط لا الة الا هو العزيز الحكيم} [ال عمران : 18] و قال {الله لا الة الا هو الحى القيوم لا تاخذة سنه و لا نوم له ما فالسماوات و ما فالارض من ذا الذي يشفع عندة الا باذنة يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمة الا بما شاء و سع كرسية السماوات و الارض و لا يئودة حفظهما و هو العلى العظيم} [البقره : 255] ، و توحيد الله تعالي من اهم و اقوي سبب السعاده و الراحه النفسيه و الفكريه و البدنيه و ليس كمن يتشتت ذهنة فيعبد مئات الالهه او من يصرف دعائة للجهه الخاطئه فيبتلي بالذله و الخيبه و ايضا فان توجية النداء و الرجاء الي الرب الصمد المستحق كفيل بتحقيق الغايات و الرغبات و باستقامه الحياة و النفس .

{ان لا الة الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين}

انى كنت من الظالمين ، الظلم هو و ضع الشيء فغير محلة ، و العاصى ظالم فهو و ضع فمحل الطاعه و الاذعان العصيان و المخالفه و ذلك ظلم لنفسة و ظلم لدينة ، و الذي يظلم الناس و لا يعدل معهم و ضع مكان العدل البغى و التكبر و سلب الحقوق و الايذاء و ذلك ظلم للناس و مخالفه للشرع ، و ربما سمي الله تعالي الشرك ظلم { ان الشرك لظلم عظيم} [لقمان : 13]، لان المشرك و ضع مكان التوحيد للة الاشراك بة و هو ذنب عظيم لانة اكبر الظلم و اشدة و كما جاء عن النبى صلي الله علية و سلم قال : ( اكبر الكبائر : الاشراك بالله ، و قتل النفس ، و عقوق الوالدين ، و قول الزور ، او قال : و شهاده الزور) رواة البخاري، فبدا بالشرك لانة اكبر و اشد و اثقل ذنب و فية تحطيم لاول اساس من اسس الاسلام و هو التوحيد حيث قال صلي الله علية و سلم ( بنى الاسلام علي خمس : شهاده ان لا الة الا الله و ان محمدا رسول الله ، و اقام الصلاه ، و ايتاء الزكاه ، و الحج ، و صوم رمضان ) ، فالاعتراف بالظلم سواءا كان شركا او كبيره من الكبائر او صغيره من الصغائر بعدها اتباع الاعتراف بة بتوبه و ندم و اقلاع عنة اسباب للمغفره و للخروج من الاثر السيء الناتج عنة ، و ايضا باب من ابواب الرحمه و السعاده و اجابه الدعاء و لهذا قال سبحانة بعدما و جة الية نبية يونس ذلك الدعاء و الرجاء -لا الة الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين-:

(فاستجبنا له و نجيناة من الغم و ايضا ننجى المؤمنين)سوره الانبياء،ايه 88

اخيرا


لا الة الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين


اللهم اغفر لابى و اجعل قبرة روضه من رياض الجنه و لسائر اموات المسلمين


امين

 

  • هذه الجملة العظيمة التي فيها اعترافين


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين