كرتون البقرات

 

صورة-1

 



يروي انه فجنه من احلى جنات الدنيا كانت هنالك بقرات ثلاث سمان قوية، متحده مجتمعة، لا يقدر عليها عدو، و لا ينال منها ما كر. و لكنها غبيه غباء مطبقا، و متكبرة، و فيهن من الصفات المنكره و القبيحه ما الله بة عليم، حتي اصبحن مضرب المثل فالانحطاط و السفاله و الدناءة.

وكان فو سط تلكم الجنه بستان، و هو احلى بقعه فتلك الروضه الغناء، و كان حول البستان سور له باب مفتوح ابدا، كتب علية (من اراد دخول البستان فليدخلة من بابة و له جميع خيراته، و لكنة لا يظهر منة ابدا) . و كان الناس و الدواب و الانعام ياتون افواجا من جميع فج عميق و يدخلون هذا البستان فيسعهم جميعا و لا يرد احد ابدا، و يعيشون فية سعداء مرتاحين.

لم تقنع البقرات بما هن فية من النعيم، فاردن ما هو اكثر فقررن دخول البستان، و لكن صفاتهن كانت تمنعهن من دخول البستان من بابه، و الامتناع عن ايذاء الاخرين من سكان البستان. فاردن الدخول من غير الباب فتقدمت البقره الاولي و قالت انا افتح لكن الطريق، فعملت تلك البقره الحقيره بجد و اجتهاد، لسنوات طويلة، و هندست و خططت و دبرت و مكرت، بعدها و ضعت مخدرا فالنبع الذي يسقى البستان، فنام اهلة نومه عميقه طويلة، فعمدت تلك البقره الي هدم السور فما بقى منة الا اطلال خربة. بعدها عادت الي صاحبتيها فقالت ربما هدمت السور فهيا الي البستان، فتقدمت معها البقره الثانيه و خافت الثالثة، فدخلت البقرتان فالبستان من ظهره، و اعملتا فية فكيهما و اكلتا منة الاخضر و اليابس فما بقى فالبستان الا جذور الشجر الكبير و بعض الجذوع الهرمة، و اصيبت البقرتان اثناء هذا بالاشواك فما اوقفهما هذا عن شئ من الاجرام.

وبعد ان نام اهل البستان، و هدم السور، و خرب البستان، تقدمت البقره الثالثة، فاجهزت علي ما بقى فالبستان الرائع من الاخضرار، و كان هذا المتبقى اقوى ما فالبستان و يقع فقلبه.

سمنت البقرات و كبرت و امتلئت ضروعها باللبن من جراء ما اكلت و شربت، فارادت ان تجنى المال ببيع هذا اللبن، و لم يجدن زبائن خيرا من اهل بستان نائمين مخدرين، فوضعن اللبن عند اهل البستان و اتوا علي ما فخزائنهم جميعا من المال و المتاع و الذهب و الفضة.

وبقيت البقرات ترتع و تلعب فالبستان و تفسد و تقتل فكل يوم طائفه من النيام، و كلما تململ شخص من اهل البستان قتلوه، حتي ايقظ الازعاج عددا من النيام، فانطلقوا يوقظون الاخرين، و يستنهضون اهل البستان للدفاع عن بستانهم زينه الحياة الدنيا و جنه الله فارضه، فما استجاب لهم قليل و لا كثير، و هم يتعرضون فذلك الي الضرب و الايذاء من البقرات الحقيرات. حتي بدا البعض يستجيب، و اشتد النزاع فاصبح لا بد لاهل البستان من الاستيقاظ و قطع رؤوس البقرات، و الا هلكوا جميعا و هلك ما بقى من البستان.


——————————————–

ان تلك القصه تبدو للوهله الاولي ضربا من ضروب الخيال، و وحيا من صفحات الف ليله و ليلة، و لكنها فالواقع قصه حقيقية، حصلت فبلادنا هذه، فزماننا هذا، و عشناها جميعا، فكنا نحن اهل البستان النائمين، و كان دين الاسلام لنا بستانا اخضر و روضا ازهر، فية يهنا العيش، و يطيب المقام، و يتحاب الناس، و لا نخرج من هذا النعيم الا الي نعيم اكبر منه، الي جنه الله، و من خرج فالدنيا من الاسلام، هذا البستان الجميل، كان مصيرة القتل لانة مرتد رفض النعمه و استبدل الذي هو ادني بالذى هو خير، استبدل بالبستان الرائع الصحارى و القفار المغبره المهلكة، و كانت (بريطانيا) هى البقره الاولى، التي فكرت و دبرت، فجلبت لنا نوعياتا من العقاقير المخدرة، و المتع الجنسية، و الافلام و المسلسلات، و الغناء، و العادات الغربيه المنحلة، و الافكار السقيمة، و الخلاف و الشقاق، و العلمانية، و اديانا حديثة باطله كالبهائيه و القاديانية، و الاكل الدسم و الضار، و جلبت تلفزيون الواقع، و التبرج و السفور، و الاختلاط، و الزنا و الخمور، و الدساتير و القوانين الوضعية، و الصليب و التنصير، و مصائب لا يعلمها الا الله، فوضعت تلك المخدرات فعقول و قلوب اناس من بنى جلدتنا، و ادخلتها فمنازلنا عن طريق التلفزيون و الانترنت، فكان اولئك الناس المغترين بالغرب و وسائل الاعلام هم نبع الماء الذي حمل الينا تلك المصائب التي كنا فغني عنها، فلما شربنا منة نمنا اجمعين، فاتت بريطانيا بالاستعمار و هدمت السور، لتجهز علي ما تبقي من دفاعات تدافع عن البستان الاسلامي، رفع الاستعمار الحجاب عن رؤوس بناتنا، و اقتلع القران من قلوب المسلمين، و هدم حب الدين فنفوسهم، و كسر ثوره الجهاد و الشهاده فو جدانهم، و وضع بينهم اسوارا و حواجز سماها (حدود) و اتي ببعض الدمي من صنعة الردئ، لا تفقة و لا تعقل شيئا، و اطلق عليها مسميات ك(ملوك، رؤساء، امراء، ….) و نصب علي جميع تجمع صغير من السكان و احدا من اولئك الدمي الرديئه فسمي ذلك التجمع من السكان دولة، و تلك القريه جعلها امارة، و تلك اطلق عليها مملكة، و كذا فرق بين الناس و هم نيام. بعدها ادعي الاستعمار انه ذهب، لقد ذهبت البقره الاولى، و لكن لها عودة، فهى ذاهبه لاحضار رفيقتها البقره الثانيه (امريكا) احقر ما جعل الله من الدول، فعادت البقرتان الي البستان و افسدتاه، لقد جعلت امريكا و بريطانيا من (فلسطين) و طنا لليهود، و جعلت من (سنغافورة) الاسلاميه و طنا للبوذيين، و من (تيمور الشرقية) الاسلاميه و طنا للنصارى، و صنعت فافريقيا و الفلبين ما صنعت فتيمور، و احتلتا افغانستان، عز الاسلام و قلعه الجهاد فالعصر الحديث، و اسقطتا نظام طالبان، النظام الاسلامى الوحيد فزمانه، و دخلتا للعراق، فكان اقوي بلد عربى من حيث الاقتصاد و الموارد الماديه و البشريه و العسكريه مرتعا للحثاله من البشر، و قاعا صفصفا. و لا تزال القوات الامريكيه و الانجليزيه المعاديه تفسد و تامن علي نفسها فديار المسلمين فالخليج خصوصا و دول العرب عموما، و تلقي الحمايه و المسانده الكامله من تلك الدمي الرديئة. حتي اذا كادت ارض الاسلام ان تذهب، و كاد البستان ان يكون لا شئ، اتت البقره الثالثة، فاكلت اروع شئ فالبستان، انها الدانمارك تستهزئ بالنبى صلي الله علية و سلم، اروع الخلق و سيد الاولين و الاخرين و خاتم المرسلين و امام المتقين صلي الله علية و سلم. و علي الرغم من هذا كله، كان (اهل البستان) المخدرين، يشترون اللبن من البقرات الثلاث الحقيرات، و ها هم المسلمون يقبلون علي بضائع امريكا و بريطانيا و الدانمارك و ربما الحقت بنا تلك الدول الاذي الجسيم، و اخرجوا كثيرا من الناس من النور الي الظلمات، و افسدوا و قتلوا و نهبوا و سمموا الافكار و نشروا الفسق و الفجور و الفساد. فما بالنا نشترى منهم اللبن و لا نستجيب لمن يريد ان يوقظنا؟ لماذا لا نستجيب للاسلاميين؟ لماذا ننتخب غيرهم فالانتخابات، و نقدم غيرهم عليهم، لماذا نظل نائمين لا نستجيب لهم و ربما علمنا ان فالنوم هلاكا لنا، و لماذا نشترى اللبن من البقره الحقيره و عندنا بستان رائع فية من جميع الثمرات و الانعام و الحرث رزقا من عند الله، ان فالسودان و مصر و العراق و الشام و اليمن لكفايه لنا من الغذاء، و ان فالخليج رؤوس الاموال التي تبحث عن ما تستثمر فيه، و ان فاوطاننا قوه بشريه لا تحصي و لا تعد كثره و لا ينافسها فالامانه و العقل و العلم اي شعب اخر. فلماذا نسلم للبقرات الثلاث بما تريد و نشترى من منتجاتهم و عندنا الخير الوفير و الرزق الكثير، و لماذا نترك الدعاه المصلحين (الذين يريدون ايقاظنا من النوم) و لا نلتفت لهم، لم لا نتبرع لدعم مراكز القران الكريم و لا لدعم الدعوه الاسلامية، بينما ينفق البعض الالاف فتلك السياره الامريكيه او هذا المنتج الانجليزى بدعوي انه اروع جودة، و ما علم ذلك الشخص انه بفعلة ذلك ربما ساهم فجعل المنتج الاسلامى اقل جوده باعراضة عنة و ميلة الي غيره. بل ربما ينفق البعض فالمتع و الشهوات بعدها يستكثر دينارا يدفعة للدعاة.

لقد بحت اصوات الدعاه لسنوات و هم يدعون الي مقاطعه المنتجات الامريكيه فمن استجاب لهم؟ قله قليلة، و لكن اليوم و للة الحمد، نري الاستجابة، و ان ما نعيشة اليوم من ثوره دينيه للدفاع عن النبى صلي الله علية و سلم لهو امر مفرح، و هو نتيجه لجهد الدعاه الاسلاميين و ارواحهم و دمائهم و اوقاتهم و اموالهم. فهلا رددنا لهم شيئا من الرائع و اتبعنا خطاهم و دربهم، فانهم لا يريدون جزاء و لا شكورا، انما يريدون انقاذ بستاننا الجميل، و اعاده بناءة و ترائعة و تحسينه، و يريدون لنا السعاده و الخير و الهناء فالدنيا و الاخرة، فلنعمل معهم جميعا لتحقيق هذا فان السعاده و الهناء لا تتحقق الا بالعيش فذلك البستان، انه دين الاسلام العظيم.

  • البقرات
  • كرتون التلت بقرات


كرتون البقرات