قصة سورة قريش

 



سوره قريش سوره مكية، و اياتها اربع، نزلت بعد سوره التين.

مناسبتها لما قبلها


و مناسبتها لما قبلها, ان كلا منهما تضمن ذكر نعمه من نعم الله علي اهل مكه فالاولي تضمنت اهلاك عدوهم الذي جاء ليهدم بيتهم و هو اساس مجدهم و عزهم و الثانيه ذكرت نعمه اخري هى اجتماع امرهم، و التئام شملهم، ليتمكنوا من الارتحال صيفا و شتاء فتجارتهم، و جلب الميره لهم. و لوثيق الصله بين السورتين كان ابى بن كعب يعتبرهما سوره و احدة، حتي روى عنة انه لم يفصل بينهما ببسملة[2]. فهذة السوره تبدو امتداد لسوره الفيل قبلها من ناحيه موضوعها و جوها. و ان كانت سوره مستقله مبدوءه بالبسملة، و الروايات تذكر انه يفصل بين نزول سوره الفيل و سوره قريش تسع سور. و لكن ترتيبهما فالمصحف متواليتين يتفق مع موضوعهما القريب.

شرح المفردات


الف: تقول الفت الشيء الفا و الافا، و الفتة ايلافا: اذا لزمتة و عكفت علية مع الانس بة و عدم النفور منه،


و قريش: اسم للقبائل العربيه من و لد النضر بن كنانة،


و الرحلة: ارتحال القوم اي شدهم الرحال للمسير،


و اطعمهم: اي و سع لهم الرزق، و مهد لهم سبيله،


و امنهم: اي جعلهم فامن من التعدى عليهم، و التطاول الي اموالهم و انفسهم.


تفسير السورة


ان منه ايلافهم رحلتى الشتاء و الصيف، هى المنه التي يذكرهم الله فيها و منه الرزق الذي افاضة عليهم بهاتين الرحلتين, و بلادهم قفره جفره و هم طاعمون هانئون من فضل الله, و منه امنهم الخوف, سواء فعقر دارهم بجوار بيت =الله الحرام، ام فاسفارهم و ترحالهم فرعايه حرمه المنزل التي فرضها الله من جميع اعتداء.

فيذكرهم بهذة المنن ليستحوا مما هم فية من عباده غير الله، و هو رب ذلك المنزل الذي يعيشون فجوارة امنين طاعمين، و يسيرون باسمة مرعيين و يعودون سالمين. و هو تذكير يستجيش الحياء فالنفوس، و يثير الخجل فالقلوب. و لكن انحراف الجاهليه لا يقف عند منطق، و لا يثوب الي حق، و لا يرجع الي معقول.

لايلاف قريش   ايلافهم رحله الشتاء و الصيف    اي فلتعبد قريش ربها شكرا له علي ان جعلهم قوما تجارا ذوى اسفار فبلاد غير ذات زرع و لا ضرع، لهم رحلتان رحله الي اليمن شتاء لجلب الاعطار و الافاوية التي تاتى من بلاد الهند و الخليج العربى الي تلك البلاد و رحله فالصيف الي بلاد الشام لجلب الحاصلات الزراعيه الي بلادهم المحرومه منها. و ربما كان العرب يحترمونهم فاسفارهم، لانهم جيران بيت =الله و سكان حرمه، و ولاه الكعبة، فيذهبون امنين، و يعودون سالمين، لا يمسهم احد بسوء علي كثره ما كان بين العرب من السلب و النهب و الغارات التي لا تنقطع. فكان احترام المنزل ضربا من القوه المعنويه التي تحتمى فيها قريش فالاسفار، و لهذا الفتها نفوسهم، و تعلقت بالرحيل، استدرارا للرزق. و ذلك الاجلال الذي ملك نفوس العرب من المنزل الحرام، انما هو من تسخير رب المنزل سبحانه، و ربما حفظ حرمته، و زادها فنفوس العرب رد الحبشه عنة حين ارادوا هدمه، و اهلاكهم قبل ان ينقضوا منة حجرا، بل قبل ان يدنوا منه. و لو نزلت مكانه المنزل من نفوس العرب، و نقصت حرمتة عندهم، و استطالت الايدى علي سفارهم لنفروا من تلك الرحلات، فقلت و سائل الكسب بينهم، لان ارضهم ليست بذات زرع و لا ضرع، و ما هم باهل صناعه مشهوره يحتاج اليها الناس فياتوهم و هم فعقر ديارهم لياخذوا منها، فكانت تضيق عليهم مسالك الارزاق و تنقطع عنهم ينابيع الخيرات.  فليعبدوا رب ذلك المنزل    الذي حماة من الحبشه و غيرهم، و مكن منزلتة فالنفوس، و كان من الحق ان يفردوة بالتعظيم و الاجلال. بعدها و صف رب ذلك المنزل بقوله: (الذى اطعمهم من جوع) اي انه هو الذي اوسع لهم الرزق، و مهد لهم سبله، و لولاة لكانوا فجوع و ضنك عيش. (وامنهم من خوف) اي و امن طريقهم، و اورثهم القبول عند الناس، و منع عنهم التعدى و التطاول الي اموالهم و انفسهم، و لولاة لاخذهم الخوف من جميع مكان فعاشوا فضنك و جهد شديد.


و اذا كانوا يعرفون ان ذلك كلة بفضل رب ذلك المنزل، فلم يتوسلون الية بتعظيم غيره، و توسيط سواة عنده؟ مع انه لا فضل لاحد ممن يوسطونة فشيء من النعمه التي هم فيها، نعمه الامن و نعمه الرزق: و كفايه الحاجة. اللهم الهم قلوبنا الشكر علي نعمك التي تتري علينا، و زدنا بسطه فالعلم و الرزق

  • صور قريش
  • قصة قريش
  • فوائد سورة قريش


قصة سورة قريش