قصة ثعلبة خادم رسول الله

 

صورة-1

 



تروي عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال :

ان فتي من الانصار يقال له ثعلبه بن عبدالرحمن اسلم ، فكان يخدم النبى صلي الله علية و سلم ، بعثة فحاجه ، فمر بباب رجل من الانصار ، فراي امراه الانصارى تغتسل ، فكرر النظر اليها ، و خاف ان ينزل الوحى علي رسول الله صلي الله علية و سلم ، فخرج هاربا علي و جهة ، فاتي جبالا بين مكه و المدينه فولجها ، ففقدة رسول الله صلي الله علية و سلم اربعين يوما ، و هى الايام التي قالوا و دعة ربة و قلي ، بعدها ان جبريل علية السلام نزل علي رسول الله صلي الله علية و سلم ، فقال : يا محمد ! ان ربك يقرا عليك السلام و يقول : ان الهارب من امتك بين هذة الجبال يتعوذ بى من نارى . فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : يا عمر و يا سلمان ! انطلقا فاتيانى بثعلبه بن عبدالرحمن ، فخرجا فانقاب المدينه ، فلقيهما راع من رعاء المدينه يقال له : ذفافه . فقال له عمر : يا ذفافه ! هل لك علم بشاب بين هذة الجبال ؟ فقال له ذفافه لعلك تريد الهارب من جهنم ؟ فقال له عمر : و ما علمك انه هارب من جهنم ؟ قال : لانة اذا كان جوف الليل خرج علينا من هذة الجبال و اضعا يدة علي راسة و هو يقول : يا ليتك قبضت روحى فالارواح ، و جسدى فالاجساد و لم تجردنى ففصل القضاء . قال عمر : اياة نريد . قال : فانطلق بهم رفاقه ، فلما كان فجوف الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال و اضعا يدة علي ام راسة و هو يقول : يا ليتك قبضت روحى فالارواح ، و جسدى فالاجساد ، و لم تجردنى لفصل القضاء . قال : فعدا علية عمر فاحتضنة فقال : الامان الخلاص من النار . فقال له عمر : انا عمر بن الخطاب . فقال : يا عمر ! هل علم رسول الله صلي الله علية و سلم بذنبى ؟ قال : لا علم لى الا انه ذكرك بالامس فبكي رسول الله صلي الله علية و سلم . يا عمر ! لا تدخلنى علية الا و هو يصلى ، و بلال يقول : ربما قامت الصلاه . قال : افعل . فاقبلا بة الي المدينه ، فوافقوا رسول الله صلي الله علية و سلم و هو فصلاه الغداه ، فبدر عمر و سلمان الصف ، فما سمع قراءه رسول الله صلي الله علية و سلم حتي خر مغشيا علية ، فلما سلم رسول الله صلي الله علية و سلم قال : يا عمر و يا سلمان ! ما فعل ثعلبه بن عبدالرحمن ؟ قالا : هو ذا يا رسول الله . فقام رسول الله صلي الله علية و سلم قائما فقال : ثعلبه ! قال : لبيك يا رسول الله ! فنظر الية فقال : ما غيبك عنى ؟ قال : ذنبى يا رسول الله . قال : افلا ادلك علي ايه تكفر الذنوب و الخطايا ؟ قال : بلي يا رسول الله ! قال : قل : اللهم اتنا فالدنيا حسنه و فالاخره حسنه و قنا عذاب النار . قال : ذنبى اعظم يا رسول الله ! فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : بل كلام الله اعظم . بعدها امرة رسول الله صلي الله علية و سلم بالانصراف الي منزلة . فمرض ثمانيه ايام ، فجاء سلمان الي رسول الله صلي الله علية و سلم فقال : يا رسول الله ! هل لك فثعلبه ناتة لما بة ؟ فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : قوموا بنا الية . فلما دخل علية اخذ رسول الله صلي الله علية و سلم راسة فوضعة فحجرة ، فازال راسة عن حجر رسول الله صلي الله علية و سلم . فقال له رسول الله صلي الله علية و سلم : لم ازلت راسك عن حجرى ؟ قال : انه من الذنوب ملان . قال : ما تجد ؟ قال : اجد كدبيب النمل بين جلدى و عظمى . قال : فما تشتهى ؟ قال : مغفره ربى . قال : فنزل جبريل علية السلام علي رسول الله صلي الله علية و سلم فقال : ان ربك يقرا عليك السلام و يقول : لو ان عبدى ذلك لقينى بقراب الارض خطيئه لقيتة بقرابها مغفره . فقال له رسول الله صلي الله علية و سلم : افلا اعلمة هذا ؟ قال : بلي . فاعلمة رسول الله صلي الله علية و سلم بذلك . فصاح صيحه فمات . فامر رسول الله صلي الله علية و سلم بغسلة و كفنة و صلي علية ، فجعل رسول الله صلي الله علية و سلم يمشى علي اطراف اناملة ، فقالوا : يا رسول الله ! رايناك تمشى علي اطراف اناملك ؟ قال : و الذي بعثنى بالحق نبيا ما قدرت ان اضع رجلى علي الارض من كثره اجنحه من نزل لتشييعة من الملائكه .

رواة ابو نعيم ف“حليه الاولياء” (9/329-331) و ف“معرفه الصحابة” (1/498) – و من كيفية ابن الجوزى ف“الموضوعات” (3/121) .

ورواة الخرائطى ف“اعتلال القلوب” (272) ، و من كيفية ابن قدامه ف“التوابين” (105-108).

ورواة ابو عبدالرحمن السلمى ف“طبقات الصوفية” (ص/51) .

وابن منده مختصرا – كما ف” الاصابه ” لابن حجر (1/405) -:

جميعهم من طريق : سليم بن منصور بن عمار ، ثنا ابى ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن ابية ، عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما…فذكر القصه .

الا ان روايه الخرائطى ليس بها ذكر قولة تعالي : (ما و دعك ربك و ما قلى).

وهذا الحديث ضعيف ، فية عده علل :

اولا : سليم بن منصور بن عمار لم يوثقة احد من اهل العلم توثيقا صريحا .

قال ابن ابى حاتم رحمة الله :

“روي عنة ابى ، و سالتة عنة فقلت : اهل بغداد يتكلمون فية ؟ فقال : مة ، سالت ابن ابي الثلج عنة فقلت له : انهم يقولون : كتب عن ابن عليه و هو صغير ؟ فقال : لا ، كان هو اسن منا” انتهي .

“الجرح و التعديل” (4/216) .

وقال الذهبى رحمة الله :

“تكلم فية و لم يترك” انتهي .

“المغنى فالضعفاء” (1/285) .

وقد ذكر بعض اهل العلم ان له متابعا ، و لكنها متابعه ضعيفه كذلك .

قال ابن عراق رحمة الله :

“سليم توبع ، فقد رواة عثمان بن عمر الدراج فجزئة فقال : حدثنا ابو نصر احمد بن محمد بن هشام الطالقانى ، حدثنى جدى ، حدثنا منصور بن عمار . و ذلك الطالقانى ما عرفته” انتهي .

“تنزية الشريعة” (1/349) .

ثانيا : منصور بن عمار الواعظ .

كان الية المنتهي فبلاغه الوعظ ، و ترقيق القلوب ، و تحريك الهمم ، و عظ ببغداد و الشام و مصر ، و بعد صيتة و اشتهر اسمة .

قال ابو حاتم : ليس بالقوى . و قال ابن عدى : منكر الحديث . و قال العقيلى : فية تجهم . و قال الدارقطنى : يروى عن الضعفاء احاديث لا يتابع عليها .

انظر: “ميزان الاعتدال” (4/187-188) .

ثالثا : المنكدر بن محمد بن المنكدر

قال ابن عيينه : لم يكن بالحافظ . و عن يحيي بن معين : ليس بشيء . و قال مره : ليس بة باس . و قال ابو زرعه : ليس بالقوى . و قال ابو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، و كان كثير الخطا ، لم يكن بالحافظ لحديث ابية . و قال الجوزجانى و النسائي : ضعيف . و لخص الحافظ ابن حجر ف“التقريب” الحكم علية فقال : لين الحديث .

انظر: “تهذيب التهذيب” (10/318) .

رابعا : و فالحديث عله فالمتن كذلك :

فالايه المذكوره فالحديث : (ما و دعك ربك و ما قلى) الضحى/3 ، نزلت فمكه قبل الهجره ، و فهذا الحديث ما يدل علي نزولها فالمدينه بعد الهجره ، و هذة مخالفه منكره .

وقد حكم علية ابن الجوزى رحمة الله بانة مقال فقال :

“هذا حديث مقال شديد البروده ، و لقد فضح نفسة من و ضعة بقولة : (وذلك حين نزل علية : ما و دعك ربك و ما قلى) و ذلك انما انزل علية بمكه بلا خلاف ، و ليس فالصحابه من اسمة ذفافه ، و ربما اجتمع فاسنادة جماعه ضعفاء ، منهم : المنكدر ، قال يحيي : ليس بشيء . و قال ابن حبان : كان ياتى بالشيء توهما ، فبطل الاحتجاج باخبارة . و منهم : سليم بن منصور ، فانهم ربما تكلموا فيه” انتهي .

“الموضوعات” (3/123) ، و وافقة السيوطى ف“اللالئ المصنوعة” (1/416) .

وقال ابن الاثير رحمة الله :

“فية نظر غير اسنادة ، فان قولة تعالي : (ما و دعك ربك و ما قلى) نزلت فاول الاسلام و الوحى و النبى بمكه ، و الحديث فذلك صحيح ، و هذة القصه كانت بعد الهجره فلا يجتمعان” انتهي .

“اسد الغابة” (1/358) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمة الله :

“قال ابن منده – بعد ان رواة مختصرا – : تفرد بة منصور . قلت – اي الحافظ ابن حجر – : و فية ضعف ، و شيخة اضعف منة ، و فالسياق ما يدل علي و هن الخبر ؛ لان نزول (ما و دعك ربك و ما قلى) كان قبل الهجره بلا خلاف” انتهي .

“الاصابة” (1/405)، و نقلة السخاوى و اقرة ف“التحفه اللطيفه فتاريخ المدينه الشريفة” (152).

والحاصل : ان هذة القصه سندها مسلسل بالضعفاء ، و فمتنها ما يدل علي نكارتها ، فلا يجوز روايتها و لا التحديث فيها الا مع بيان ضعفها ، و كونها تتعلق بالرقائق لا يجيز التساهل فشانها ، لان اسنادها شديد الضعف ، و ربما اشترط العلماء الذين اجازوا روايه الحديث الضعيف فابواب الرقائق الا يصبح شديد الضعف ، و ليس فية ما يستنكر .


قصة ثعلبة خادم رسول الله