قراءة سورة الفلق

 

صورة-1

 



بسم الله الرحمٰن الرحيم قل اعوذ برب الفلق [1] من شر ما خلق [2] و من شر غاسق اذا و قب [3] و من شر النفاثات فالعقد [4] و من شر حاسد اذا حسد [5]

سوره الفلق سوره لم ير مثلها كما عبر عن هذا النبى صلي الله علية و سلم، هى و السوره التي تليها”سوره الناس” فعن عقبه بن عامر قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم:” لقد انزل على ايات لم ار او لم ير مثلهن يعنى المعوذتين” 1 و حيث مدحها علية السلام بهذة الكلمات؛ فمعني هذا اننا امام كنوز ضخمة، و ذخائر حية، و اسلحه قوية، فمواجهه شرور الحياة و مصاعبها و شدائدها و الكائدين فيها، و الماكرين، و الحاسدين، و السحره المشعوذين الدجالين، يعنى ذلك: اننا امام اخطار كبيره تؤثر فمسيره الحياة، و تنعكس علي الانسان حيث تؤدى هذة الشرور التي ذكرت فالسوره الكريمه الي الوفاه فبعض الاحيان، و الجنون و فقدان الذاكره و حالات صرع فاحيان اخرى، فهى و اختها(سوره الناس) ايات بينات تذكر الداء و الدواء..وكان علية الصلاه و السلام يوليهما عنايه خاصة؛ فعن ابى سعيد قال: “كان رسول الله صلي الله علية و سلم يتعوذ من الجان و عين الانسان حتي نزلت المعوذتان فلما نزلتا اخذ بهما و ترك ما سواهما” 2 “هذة السوره و التي بعدين توجية من الله – سبحانة و تعالي – لنبية علية السلام ابتداء و للمؤمنين من بعدة جميعا , للعياذ بكنفة , و اللياذ بحماة , من جميع مخوف:خاف و ظاهر , مجهول و معلوم , علي و جة الاجمال و علي و جة التفصيل . . و كانما يفتح الله – سبحانة – لهم حماة , و يبسط لهم كنفة , و يقول لهم , فموده و عطف:تعالوا الي هنا . تعالوا الي الحمي . تعالوا الي ما منكم الذي تطمئنون فية . تعالوا فانا اعلم انكم ضعاف و ان لكم اعداء و ان حولكم مخاوف و هنا . . هنا الامن و الطمانينه و السلام . .”3


و الملاحظ المتامل و المتمعن فالسوره الكريمه يجد انها تعالج شرورا خفيه غير ظاهرة، و تاثيراتها تخرج علي المصاب دون ان تعرف من قام فيها فعديد من الاحيان، و ربما تتشاجر مع احد الناس-لا سمح الله-فتراة و يراك، و تشتكية الي المحاكم، و يؤتي بالشهود، اما فهذة الشرور المذكوره فلا يري الفاعل الا الله تعالى، او اذا اخبر صاحبها بارتكاب جريمته، و قليلا جدا جدا ما يحدث ذلك، و لذا جاء الامر الربانى يخص هذة الشرور بالذكر من بين كثره هائله من الاخطار و الافات المحدقه بالانسان، و جاء الامر الربانى ايضا بطلب الغوث و المعونه و الاستجاره و الاستعاذه بالله سبحانه، من جميع الشرور بشكل عام، و من هذة الشرور المذكوره بشكل خاص..


و اذا كان القران الكريم ذكرها مجملة، من غير تفصيل، فقد تكفلت السنه المطهرة، و اتباعها من صحابه اجلاء، و تابعين كرام و علماء جهابذه ببيان جميع شر من هذة الشرور، معنى، و خطورة، و تحذيرا، و علاجا…وما احوجنا فهذا الزمان الذي كثرت فية الشرور و تنوعت، و تعددت اساليب الايذاء و اختلفت، و تطورت التقنيات و وسائل التخريب و القتل، و ظهرت فنون الجريمه و انتشرت، اقول: ما اشد حاجتنا الي مولانا يحوطنا برعايته، و يكلؤنا بحفظه، و يجيرنا من جميع سوء و شر، و يبعد عنا كيد الكائدين، و عيون الحاسدين، و شعوذه المشعوذين، و غدر الغادرين.” فالله خير حافظا و هو ارحم الراحمين”{يوسف: 64}


” قل اعوذ برب الفلق ”


لا بد من الصراحه فاعلان الحقيقه الكبرى، و هى ان الانسان مخلوق ضعيف، مفتقر الي الله سبحانة فكل احوالة يقول خالقنا سبحانه:”ياايها الناس انتم الفقراء الي الله و الله هو الغنى الحميد “{فاطر:15}، و لذا دفعة خوفة من الاشياء، و خشيتة من الاخطار، الي التعوذ و الاستعانه بالجن، و السحر، و الاصنام، و الانداد و الشركاء، و يظن ان هذة الحاجات قادره علي حمايته، و توفير الامن و الطمانينه له، و هو و اهم فذلك؛ “ياايها الناس ضرب كفاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا له و ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوة منة ضعف الطالب و المطلوب”{الحج:73}، و الحقيقه الكبري التي طلبها رب الفلق من نبية علية السلام ان يعلنها علي الملا و يقولها بملء فية انه: اذا كنتم ايها الناس، ايها الكفار، ايها المشركون، يا ضعاف الايمان، تستعيذون بالشركاء و بالانداد ، و بالسحره و الكهنه و الجن و ما اشبه، فانني” اعوذ برب الفلق” و الاستعاذه معناها:كما جاء فلسان العرب: “عاذ بة يعوذ عوذا و عياذا و معاذا: لاذ بة و لجا الية و اعتصم. يقال: عوذت فلانا بالله و اسمائة و بالمعوذتين اذا قلت اعيذك بالله و اسمائة من جميع ذى شر و جميع داء و حاسد و حين”4 .”فالاستعاذه حاله نفسيه ، قوامها الخشيه من الخطر ، و الثقه بمن يستعاذ بة ، و هى الي هذا ممارسه عمليه بابتغاء مرضاه من نستعيذ بة ، و هى – فوق هذا – الثقه بانة و حدة القادر علي درء الخطر ، و انقاذ الانسان .”5


اما الفلق فقد اختلفوا فية اختلافا كبيرا ، فمن قائل : انه بئر فجهنم تحترق جهنم بنارة . الي قائل : بانة الصبح ، او الخلق، او ما اطمان من الارض ، او الجبال و الصخور. قال ابن جرير: “والصواب القول الاول انه فلق الصبح و ذلك هو الصحيح و هو اختيار البخارى فصحيحة رحمة الله تعالى”6 قال المفسرون: اسباب تخصيص الصبح بالتعوذ ان انبثاق نور الصبح بعد شده الظلمة، كالمثل لمجيء الفرج بعد الشدة، فكما ان الانسان يصبح منتظرا لطلوع الصباح، فايضا الخائف يترقب مجيء النجاح. 7

انواع الشرور المذكوره و المستعاذ منها فالسوره الكريمة:


الاول:الشر العام: و يشمل الشرور البارزه و الخفية:


“من شر ما خلق”: ” اي من شر خلقة اطلاقا و اجمالا . و للخلائق شرور فحالات اتصال بعضها ببعض . كما ان لها خيرا و نفعا فحالات اخري . و الاستعاذه بالله هنا من شرها ليبقي خيرها . و الله الذي خلقها قادر علي توجيهها و تدبير الحالات التي يتضح بها خيرها لا شرها ! ” 8 و ” قال بعض الافاضل: هو عام لكل شر فالدنيا و الاخره و شر الانس و الجن و الشياطين و شر السباع و الهوام و شر النار و شر الذنوب و الهوي و شر النفس و شر العمل و ظاهرة تعميم ما خلق بحيث يشمل نفس المستعيذ”9 و لقد” زود الله جميع حى بما يجعلة يختار جانب الخير ، و يحاذر جانب الشر من نفسة و من الخلق المحيط بة ، و الانسان بدورة مزود بالوحى و العقل و الغريزه لكى يتجنب الشر و الاستعاذه بالله صوره من صور الحذر من الشرور”10


و لهذا كان علية الصلاه و السلام يستعيذ من حاجات كثيرة، نذكر منها مثلا: ما روتة السيده عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان يدعو فالصلاة:” اللهم انى اعوذ بك من عذاب القبر، و اعوذ بك من فتنه المسيح الدجال، و اعوذ بك من فتنه المحيا و فتنه الممات، اللهم انى اعوذ بك من الماثم و المغرم فقال له قائل: ما اكثر ما تستعيذ من المغرم! فقال:” ان الرجل اذا غرم حدث فكذب و وعد فاخلف ” 11وايضا ما رواة عمرو الاودى قال: كان سعد يعلم بنية هؤلاء العبارات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة، و يقول: ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة:” اللهم انى اعوذ بك من الجبن، و اعوذ بك ان ارد الي ارذل العمر، و اعوذ بك من فتنه الدنيا و اعوذ بك من عذاب القبر فحدثت بة مصعبا فصدقة ” 12


و كان الانبياء و الرسل عليهم الصلاه و السلام يلتجئون و يعتصمون و يستجيرون بالله من نوعيات الشرور المختلفة؛ فهذا ابراهيم علية السلام يطلب من ربة ان يبعدة و ابنائة من شر عباده الاصنام، التي اضلت العديد من البشر”واذ قال ابراهيم رب اجعل ذلك البلد ءامنا و اجنبنى و بنى ان نعبد الاصنام” {ابراهيم:35}وهذا يوسف علية السلام يلتجئ الي الله من شر مكر النساء اللواتى اردن بة الكيد و الوقوع فيما يسخط الخالق” قال رب السجن احب الى مما يدعوننى الية و الا تصرف عنى كيدهن اصب اليهن و اكن من الجاهلين” { يوسف:33} و ذلك يعقوب علية السلام لما حصل ليوسف و اخية ما حصل،وثق بان الله سبحانة سيحفظهما من الشرور و المكائد فقال:” فالله خير حافظا” {يوسف: 64}وهذا نبى الله موسي علية السلام: يستعيذ بالله خالقة و خالق قومة من ان يمسة قومة بسوء سواء بالقول او الفعل”وانى عذت بربى و ربكم ان ترجموني” {الدخان: 20}

الشر الثاني: “غاسق اذا و قب”


قالوا :”الغسق : شده الظلام ، و الغاسق : هو الليل او من يتحرك فجوفه، و الوقب : الدخول، قال ابن عباس، و محمد بن كعب القرظي، و الضحاك، و الحسن، و قتادة، انه الليل اذا اقبل بظلامه”13 و المقصود هنا – غالبا هو الليل و ما فية . الليل حين يتدفق فيغمر البسيطه . و الليل حينئذ مخوف بذاتة . فضلا علي ما يثيرة من توقع للمجهول الخافى من جميع شيء:من و حش مفترس يهجم . و متلصص فاتك يقتحم . و عدو مخادع يتمكن . و حشره سامه تزحف . و من و ساوس و هواجس و هموم و اشجان تتسرب فالليل , و تخنق المشاعر و الوجدان , و من شيطان تساعدة الظلمه علي الانطلاق و الايحاء . و من شهوه تستيقظ فالوحده و الظلام . و من ظاهر و خاف يدب و يثب , فالغاسق اذا و قب !”14


نعم، “يهبط الليل بظلامة و و سواسة و طوارقة ، و يتحرك فجنحة الهوام و بعض الوحوش ، و ينشط المجرمون و الكائدون ، و يستولى المرض و الهم علي البعض ، و تشتد الغرائز و الشهوات فغيبه من الرقابه الاجتماعيه ، و يحتاج الانسان الي مضاء عزيمه و ثقه ، حتي يتغلب علية و علي اخطارة ، و كذا يستعيذ بالله منه”15 قال الرازي: “وانما امر ان يتعوذ من شر الليل، لان فالليل تظهر السباع من اجامها، و الهوام من مكانها، و يهجم السارق و المكابر، و يقع الحريق، و يقل فية الغوث”16 و لهذا نهي النبى علية الصلاه و السلام المسلم ان يمشى فالليل و حده:فعن ابن عمر ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال:” لو ان الناس يعلمون ما اعلم من الوحدة؛ ما سري راكب بليل يعنى و حدة ” 17 و لهذا كذلك كان من توجيهات النبى صلي الله علية و سلم، الا يسافر المرء و حده، بل مع ركب اقلة ثلاثة.”الواحد شيطان،والاثنان شيطانان، و الثلاثه ركب” 18


و لعل القارئ الكريم يلاحظ ما الذي يحصل حينما ينطفئ التيار الكهربائى ليلا فمدينه من مدن العالم الكبيرة؛ من سلب و نهب و سرقات و اغتصاب و شرور مختلفه و متنوعة، و لا ملجا و لا منجا من هذا الا الله سبحانه، و الاستجاره بة و طلب الغوث منه.

الشر الثالث” النفاثات فالعقد”


و النفاثات: “السواحر الساعيات بالاذي عن طريق خداع الحواس , و خداع الاعصاب , و الايحاء الي النفوس و التاثير و المشاعر . و هن يعقدن العقد فنحو خيط او منديل و ينفثن بها كتقليد من تقاليد السحر و الايحاء ! و السحر لا يغير من طبيعه الحاجات ; و لا ينشئ حقيقه حديثة لها . و لكنة يخيل للحواس و المشاعر بما يريدة الساحر .”19


و ربما شن الاسلام علي السحر حربا ضروسا لا هواده فيها، يقول تعالي فيمن يتعلمون السحر: “ويتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم”{ البقرة:102}.وقد عد النبى صلي الله علية و سلم السحر من كبائر الذنوب الموبقات، التي تهلك الامم قبل الافراد، و تردى اصحابها فالدنيا قبل الاخرة. عن ابى هريره رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم قال:” اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله و ما هن؟ قال: الشرك بالله، و السحر و قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، و طعام الربا، و طعام ما ل اليتيم ،والتولى يوم الزحف، و قذف المحصنات المؤمنات الغافلات.”20


“وقد اعتبر بعض فقهاء الاسلام السحر كفرا، او مؤديا الي الكفر، و ذهب بعضهم الي و جوب قتل الساحر تطهيرا للمجتمع من شره. و كما حرم الاسلام علي المسلم الذهاب الي العرافين لسؤالهم عن الغيوب و الاسرار حرم علية ان يلجا الي السحر او السحره لعلاج مرض ابتلى به، او حل مشكله استعصت عليه، فهذا ما برئ رسول الله صلي الله علية و سلم منه، قال: “ليس منا من تطير او تطير له، او تكهن او تكهن له، او سحر او سحر له”. فالحرمه هنا ليست علي الساحر و حدة و انما هى تشمل جميع مؤمن بسحرة مشجع له، مصدق لما يقول. و تشتد الحرمه و تفحش اذا كان السحر يستخدم فاغراض هى نفسها محرمة، كالتفريق بين المرء و زوجه، و الاضرار البدني، و غير هذا مما يعرف فبيئه السحارين. “21 و ربما ابتليت مجتمعات المسلمين بهذا الشر العظيم، و انتشر السحره و المشعوذون بصوره لم يسبق لها مثيل،وصار الناس يذهبون الي العرافين و السحره المفسدين يبتغون عندهم العلاج و الشفاء، فعم البلاء و طم، و لذلك كان للاسلام هدية الخاص فعلاج السحر قوامة و عمادة الاستعاذه بالله و الركون الية و الاستعانه به، فان السحر داء خفى و مستتر يحتاج الي علاج خاص


و ذلك العلاج ينقسم الي قسمين:


القسم الاول: ما يتقي بة السحر قبل و قوعة و من ذلك:


اولا: تجديد الايمان فالنفوس كلما انس المرء من نفسة ضعفا، و الالتجاء الي الله كلما خاف المرء علي نفسة عدوا، و من يركن الي الله فانما ياوى الي ركن شديد، و من يتوكل علي الله فهو حسبه.ومن لوازم الايمان الاستمساك بشرع الله امرا و نهيا علانيه و سرا، و القيام بجميع الواجبات، و ترك كل المحرمات، و التوبه من كل السيئات و الاكثار من قراءه القران الكريم بحيث يجعل له و ردا منة جميع يوم.


ثانيا: نشر العلم بقضايا العقيده و الحرص علي سلامتها، و بيان ما يخدشها و تعميم الوعى بمخاطر السحر و الشعوذة، و تحذير الناس منها بمختلف و سائل الاعلام و توسيع دائره الوعى بمدارس البنين و البنات، و بالطرق المناسبه و استعمال المحاضره و الندوه و المطويه اسلوبا من اساليب التوعيه عن هذة الادواء.22


ثالثا: اصلاح البيوت و عمارتها بالذكر و الصلاه و تلاوه القران، فهل نحصن بيوتنا و نحفظ انفسنا و اولادنا و اهلينا بذكر الله و الصلاه و تلاوه القران.. مع استبعاد جميع ما يجمع الشياطين من الصور و الكلاب و الغناء و نحوها من المنكرات الاخرى. ذلكم لمن رام النجاه فالدنيا و الاخرة.23


رابعا: طعام سبع تمرات علي الريق صباحا اذا امكن، لقولة علية الصلاه و السلام: “من اصطبح بسبع تمرات عجوه لم يضرة هذا اليوم سم و لا سحر” 24


خامسا: اما الحصن الحصين و الاسباب =الوافى المنيع _ باذن الله _ من جميع سوء و مكروه، فهو المحافظه علي الاوراد الشرعيه فالصباح و المساء، و هى صالحه للاستشفاء قبل و قوع السحر او بعد و قوعه، و كيف لا؟ و هى الادويه الالهيه كما يسميها ابن القيم رحمة الله، و مع مسيس حاجه الانسان لهذة الاذكار فما اكثر ما يقع التفريط فيها! و من ذلك:


“بسم الله الذي لا يضر مع اسمة شيء فالارض و لا فالسماء و هو السميع العليم”ثلاث مرات فالصباح و المساء25 ، و قراءه ايه الكرسى دبر جميع صلاه و عند النوم، و فالصباح و المساء26 ، و قراءه “قل هو الله احد” و المعوذتين ثلاث مرات فالصباح و المساء و عند النوم و قول “لا الة الا الله و حدة لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو علي جميع شيء قدير ما ئه مره جميع يوم”27 ،والمحافظه علي اذكار الصباح و المساء، و الاذكار ادبار الصلوات، و اذكار النوم، و الاستيقاظ منه، و اذكار دخول البيت و الخروج منه، و اذكار الركوب، و اذكار دخول المسجد و الخروج منه، و دعاء دخول الخلاء و الخروج منه، و دعاء من راي مبتلى، و غير هذا و لا شك ان المحافظه علي هذا من الاسباب التي تمنع الاصابه بالسحر، و العين، و الجان باذن الله تعالي و هى كذلك من اعظم العلاجات بعد الاصابه بهذة الافات و غيرها. 28


القسم الثاني: علاج السحر بعد و قوعة و هو نوعيات:


النوع الاول: استخراجة و ابطالة اذا علم مكانة بالطرق المباحه شرعا و ذلك من ابلغ ما يعالج بة المسحور.29


النوع الثاني: الرقيه الشرعية:


من القران الكريم: تقرا سوره الفاتحة، و ايه الكرسي، و الايتين الاخيرتين من سوره البقرة، و سوره الاخلاص، و المعوذتين ثلاث مرات او اكثر مع النفث و مسح الوجع باليد اليمنى.30


التعوذات و الرقي و الدعوات الجامعة:من السنه النبويه :


” اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك (سبع مرات) 31. يضع المريض يدة علي الذي يؤلمة من جسدة و يقول: “بسم الله” ثلاث مرات، و يقول: “اعوذ بالله و قدرتة من شر ما اجد و احاذر (سبع مرات)” 32.”اللهم رب الناس اذهب الباس و اشف انت الشافى لا شفاء الا شفاؤك شفاء و لا يغادر سقما” 33 .” اعوذ بعبارات الله التامات من جميع شيطان و هامة و من جميع عين لامة”34 .”بسم الله ارقيك من جميع شيء يؤذيك و من شر جميع نفس او عين حاسده الله يشفيك بسم الله ارقيك” 35.وهذة التعوذات، و الدعوات، و الرقي و غيرها مما صح عن النبى صلي الله علية و سلم يعالج فيها من السحر، و العين، و مس الجان، و كل الامراض، فانها رقي جامعه نافعه باذن الله تعالى.36


النوع الثالث: الاستفراغ بالحجامه فالمحل او العضو الذي ظهر اثر السحر عليه


النوع الرابع: الادويه الطبيعية، فهنالك ادويه طبيعيه نافعه دل عليها القران الكريم و السنه المطهره اذا اخذها الانسان بيقين و صدق و توجة مع الاعتقاد ان النفع من عند الله نفع الله فيها ان شاء الله تعالى، كما ان هنالك ادويه مركبه من اعشاب و نحوها، و هى مبينه علي التجربه فلا ما نع من الاستفاده منها شرعا ما لم تكن حراما. و من العلاجات الطبيعيه النافعه باذن الله تعالى:العسل، و الحبه السوداء، و ماء زمزم، و ماء السماء، و زيت الزيتون، و الاغتسال و التنظف و التطيب.

الشر الرابع:” حاسد اذا حسد”


يقول القرطبي:”الحسد اول ذنب عصي الله بة فالسماء، و اول ذنب عصي بة فالارض؛ فحسد ابليس ادم، و حسد قابيل هابيل، و الحاسد ممقوت، مبغوض، مطرود، ملعون” 37ويقول ايضا:”وقيل الحاسد لا ينال فالمجالس الا ندامة، و لا ينال عند الملائكه الا لعنه و بغضاء، و لا ينال فالخلوه الا جزعا و غما، و لا ينال فالاخره الا حزنا و احتراقا، و لا ينال من الله الا بعدا” 38 و جاء فمختار الصحاح :الحسد:” ان تتمني زوال نعمه المحسود اليك، و بابة دخل، و قال الاخفش: و بعضهم يقول يحسدة بالكسر حسدا بفتحتين و حسدة علي الشيء، و حسدة الشيء بمعني و تحاسد القوم و قوم حسده كحامل و حملة. ” 39 قال الثعالبي:” و قولة تعالى: “ومن شر حاسد اذا حسد ” قال قتادة: من شر عينة و نفسه، يريد ب«النفس»: السعى الخبيث، و قال الحسين بن الفضل: ذكر الله تعالي الشرور فهذة السورة، بعدها ختمها بالحسد؛ ليعلم انه اخس الطبائع.” 40 و لعل من نوعيات الحسد الشديده الخطوره “العين”؛ فقد قال رسول الله صلي الله علية و سلم فالحديث الذي رواة ابو هريره رضى الله عنة “العين حق” 41 و عن ابن عباس عن النبى صلي الله علية و سلم قال:” العين حق و لو كان شيء سابق القدر سبقتة العين ..”42، و عن عائشه قالت قال رسول الله صلي الله علية و سلم :”استعيذوا بالله فان العين حق” 43


اما علاج الاصابه بالعين فاقسام:


القسم الاول: قبل الاصابه و هو نوعيات:


التحصن و تحصين من يخاف علية بالاذكار، و الدعوات، و التعوذات المشحلوه كما فالقسم الاول من علاج السحر. و ان يدعو من يخشي او يخاف الاصابه بعينة – اذا راي من نفسة او ما له او و لدة او اخية او غير هذا مما يعجبة – بالبركه “ما شاء الله لا قوه الا بالله اللهم بارك عليه” لقولة صلي الله علية و سلم: “اذا راي احدكم من اخية ما يعجبة فليدع له بالبركة”44 .وايضا ستر محاسن من يخاف علية العين.45


القسم الثاني: بعد الاصابه بالعين و هو نوعيات:


اذا عرف العائن امر ان يتوضا بعدها يغتسل منة المصاب بالعين.46 الاكثار من قراءه “قل هو الله احد” و المعوذتين، و فاتحه الكتاب، و ايه الكرسي، و خواتيم سوره البقرة، و الادعيه المشحلوه فالرقيه مع النفث و مسح موضع الالم باليد اليمني كما ذكرنا فعلاج السحر.


القسم الثالث: عمل الاسباب التي تدفع عين الحاسد و هى كالتالي:


الاستعاذه بالله من شره. و تقوي الله و حفظة عند امرة و نهية سبحانة “احفظ الله يحفظك”47 و الصبر علي الحاسد و العفو عنة فلا يقاتله، و لا يشكوه، و لا يحدث نفسة باذاه.و التوكل علي الله فمن يتوكل علي الله فهو حسبه.ولا يخاف الحاسد و لا يملا قلبة بالفكر فية و ذلك من انفع الادوية.و الاقبال علي الله و الاخلاص له و طلب مرضاتة سبحانه.و التوبه من الذنوب لانها تسلط علي الانسان اعداءة “وما اصابكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير”[الشورى: 30].و الصدقه و الاحسان ما امكن فان لذا تاثيرا عجيبا فدفع البلاء و العين و شر الحاسد. و اطفاء نار الحاسد و الباغى و المؤذى بالاحسان الية فكلما ازداد لك اذي و شرا و بغيا و حسدا ازددت الية احسانا و له نصيحه و علية شفقه و ذلك لا يوفق له الا من عظم حظة من الله. و تجريد التوحيد و اخلاصة للعزيز الحكيم الذي لا يضر شيء و لا ينفع الا باذنة سبحانة و هو الجامع لذا كلة و علية مدار هذة الاسباب، فالتوحيد حصن الله الاعظم الذي من دخلة كان من الامنين. فهذة عشره سبب يندفع فيها شر الحاسد و العائن و الساحر .48

 


قراءة سورة الفلق