فتاة مغرورة

 

صورة-1

 



حكايه فتاه اسمها ساره…….. بها عبرة لكل فتاه مغروره


يقولون اننى انتمى الي اسره جميع بناتها من الجميلات.. هذا الجمال العربى المميز.. بالاضافه الي الذكاء المميز للعائلة، فكنت متفوقه جدا جدا فدراستي.. بل كنت اكثر اخوتى و اخواتى تفوقا. فازداد اعتزاز ابى بى و تدليلة لي.. فكان دائما يردد مدي افتخارة بابنتة (سارة) الرائعة الذكيه و بنظره الاب و عطفة هو يري دائما متميزات ابنتة و لا يحاول ان يري عيوبها مع ان احدا لا يخلو من العيوب.

فى الجامعه كان غرورى بالغا.. و كنت اشعر اننى استحق الزواج من رجل متميز شكلا و موضوعا.. فانا انسانه متميزه فلم لا احظي برجل تغبطنى علية جميع الفتيات و هن اقل منى جمالا و ذكاء؟


كان ابى يرفض كثيرين تقدموا لخطبيتى و لا يراهم جديرين بي، و كان احيانا يخبرنى بامرهم و كثيرا ما يرفضهم دون ان يخبرني، بينما اسخر انا من هؤلاء «المتواضعين» الذين فكروا و لو لحظه فالزواج مني.. انا ساره المتميزه شكلا و موضوعا..


كنت انتظر رجلا صنع له خيالى صوره مشرقة.. هذا الرجل الوسيم الذي تنطق ملامحة و اخلاقة بالرجولة.. الكريم الذي يرانى اغلي من اموال الكون.. الذي يشغل منصبا رفيعا و لدية من الجاة ما يجعلنى فخوره بانتسابى الية زوجه امام عائلتى و مجتمعي، لكن من تقدموا لخطبتى كانوا مختلفين تماما عن ذوقى فاختيار الرجل المناسب.. فهذا رجل لا يجيد التعامل مع المراه فيبدو جافا متجهما.. و ذلك رجل لا يجيد استعمال الشوكه و السكين بل ياكل حتي «المانجو» بيده.. و ذلك بخيل لم يقدم الهدايا اللائقة.. و ذلك منصبة اقل من احلامى بكثير.. و ذلك رجل من عائله ريفيه و انا من فتيات المدينة.. و ذلك يعيش مع امة فمسكن متواضع و انا احلم «بفيلا» راقيه فحى راق.. حسنا سانتظر الرجل الذي


تطابق صورتة احلامى و لن اتعجل.. فسياتى ذلك الرجل ان شاء الله الجدير بحبى و قلبي.


انهيت دراستى الجامعيه بتفوق و لم يات الرجل المناسب لاحلامى و بدات الاعداد للماجستير و لازال لدى امل فان يتقدم لخطبتى رجل الاحلام و فارس القلب المنتظر.. فهذة الفتره اهدانى و الدى شقه فاخره تقديرا لتفوقى فكانت سعادتى لا توصف.. و فجاه توفى ابى الرجل الحنون الذي كم حلمت ان يرزقنى الله بزوج فمثل صفاتة الرائعة.. و اصابنى الحزن العميق الذي و صل للاكتئاب الشديد و لا سيما ان اخوتى جميعا و اخواتى تزوجوا و تركوا المنزل و بقيت و حدى مع امي.. و بينما كان ابى فخورا بى كانت امى حزينه لانى اقترب من الثلاثين دون زواج.. لكنى كنت اؤكد لامى انى كالجوهره تزداد قيمتها مع الزمن.. و ان فارس الاحلام سياتى و سيسعي الى سعيا.


كانت امى اكثر و اقعيه من ابى رحمة الله. فطلبت منى ان اتنازل عن شروط كثيره ففارس الاحلام.. و ان ارضي برجل عادى و ليس من الضرورى ان يصبح مميزا.. لكني


رفضت منطق امي.. و صممت ان انتظر حتي احظي بالفارس المنتظر. و فعلا.. تقدم لى الرجل الذي كنت احلم به.. رجل و سيم من عائله طيبه ذو منصب و جاه.. انيق جدا.. متحدث ذكى و جذاب.. حرصت فذلك اليوم الذي جاء اخى الاكبر لكى يلتقى به.. حرصت ان اكون رائعة الجميلات.. ان ابدو فجمال فتاه الخامسه عشره رغم انى بلغت الثلاثين.. فو جود اخى جلست قباله الرجل الذي جاء لخطبتي، بدا علية الغرور.. بينما ظهرت على اللهفه و الانجذاب اليه.. يبدو انى لم احظ باعجاب الرجل الذي و اجهنى بصراحه مؤلمه انه يعتذر عن الارتباط بي.. لعدم التوافق.. فسالتة و ما معني عدم التوافق؟ قال انى اتحدث كثيرا بما يشبة الثرثره و هو لا يحب المراه كثيره الكلام.. و ان جميع اهتمامى بجمالى دون الاهتمام باعماقى و بان ارقي بتلك الاعمال و جدانيا و ثقافيا.. و اضاف الرجل الصريح: اسف يا انسه سارة.. انا احب الجمال صحيح و لكنى احب جمال الشخصيه اضعاف حبى لجمال الملامح..


و انسحب الرجل و ترك فنفسى جرحا عميقا.. انه الرجل الوحيد الذي تمنيت من جميع قلبى ان يتزوجني.. فيرفضنى و بهذة الصراحة.. تملكتنى رغبه شديده فالبكاء.. كان حزنى و امى شديدا..


قررت ان اخرج من هذة الازمه فعدت لاكمال دراسه الماجستير و تفوقت فيه.. بعدها بدات الاعداد للدكتوراه و فهذة الفتره تقدم لخطبتى رجل يعمل استاذا بالجامعة.. قال انه معجب بجمالى لكنة ما ان عرف انى تجاوزت الخامسه و الثلاثين حتي اعتذر بصراحه شديده انه يريد من هى اصغر لتنجب فو قت مناسب و تربى ابناءة فو قت ملائم.


و بعد ذلك بدا يتقدم لى اشخاص غير مناسبين مطلقا و اصابتنى الحسره علي احلامى القديمة.. انا ساره دكتوره الجامعه يتقدم لخطبتها كهؤلاء، لا و الف لا.. عدم الزواج و العنوسه اروع بعدها توفيت امي.. و اضررت للانتقال الي بيت =اخى الذي قال لى ان بيتة صغير و ان الاروع ان ننتقل جميعا انا و هو و زوجتة و ابناؤة الي الشقه الفاخره التي اهدانى اياها ابى قبل رحيله.. و مضطره و افقت ان اعيش مع اخى و اسرتة فشقتى الجميلة.. و عانيت اشد المعاناه من المنغصات فالتعامل و من شقاوه ابناء اخى و من تلميحات زوجتة عن عنوستى لدرجه و صولى سن الاربعين، بينما هى تزوجت اخى و هى ف«العشرين» و تضيف زوجه اخى فاختيال انه تقدم لخطبتها الكثيرون قبل اخي، فالرجال يفضلون الزواج من الصغيره و ليس من «الدكتورة» التي قاربت الاربعين!


كنت اكظم غيظى فزوجه اخى تعيش فشقتى و تتطاول على و لو شكوت لاخى لما حرك ساكنا، فزوجتة اهم بعديد من اختة و رغم ان انى قاربت الاربعين الا اننى اكثر جمالا من زوجه اخى بكثير.. لكن زواجها المبكر من اخى هو الذي جعلها تتفاخر امامى و تعيرنى بتاخير زواجي..


اننى لا شك سعيده بعملى و منصبى و محبوبه من الجميع بل و تغبطنى زوجه اخى علي منصبى العلمي.. لكنى اعود فاقول ان الرجل مهم جدا جدا للمراه بكونة زوجا.. و ان العلم و ان كان قيمه عظمي فحياة المرء.. الا ان الرجل بكونة زوجا يحفظ للمراه كرامتها و يخفف عنها و حدتها و يرعي امورها.. ان الزواج ضروره للفتاه اضعاف العلم.. اوجة رسالتى لكل اب و ام و ابنه ان لا يصبح الجمال و الذكاء و سيلتين لغرور المراه و اسرتها حتي تضيع جميع فرص الزواج من بين يدى المراة.. علي الاباء ان يتذكروا و يتذكروا بناتهم باهميه زواج الفتاه فعمر مناسب و بان تتنازل الفتيات عن الصوره الخياليه لفارس الاحلام، حيث انها فعديد من الاحيان تظل صوره خياليه لا تمت للواقع بصلة.


ان مجتمعاتنا لا تقبل مطلقا المراه التي تعيش و حدها و لو حصلت علي اكثر من دكتوراة فتضطر هذة المراه للحياة مع اخيها و اسرتة او عم او خال و تلاقى العديد من العناء فمثل هذة الحياة.. بينما تكون فبيت زوجها اكثر اكراما و رعاية، فهى تخدمة و ترعي شؤونة و هو يفعل الشيء نفسة يخدمها و يرعاها.. لقد اكتشفت خطا حياتى الجسيم و هو الغرور بالجمال و العلم و العائله و كيف ان ابى ايدنى فهذا الغرور و كنت اتمني لو نهرنى و اعادنى لصوابي.. لكنة رحمة الله نظر لابنتة نظره الرضا و التاييد رغم ان لى عيوبي.. ان مصارحه الاباء و الامهات لبناتهن بالعيوب احيانا تفيد فاعاده الفتاه لصوابها و مقاومه غرورها و بحثها عن رجل بلا عيوب.. و قد شعور الفتاه ان و الديها علي قيد الحياة يمنحانها جميع الحب و العون و التدليل.. قد من ذلك المنطلق تعتقد الفتاه (دوام) بقاء الوالدين لكنها تصدم صدمه محلوه مع رحيلهما تباعا و تفاجا انها و حيده بعدها تفاجا انها كالضيف الثقيل، فهى عبء علي من تعيش معهم.. و المشكله الاخري ان الزوجات الاخريات يشعرن بالخوف من المراه الوحيده خشيه ان تزلزل امام بيوتهن و كذا يغلقن الابواب فو جهها، و ذلك ما حدث مع اكثر صديقاتي.. تجنبن تماما استمرار علاقتهن بى ما دمت و حيدة.


كلمه اخيرة.. لا المال و لا الجمال و لا المنصب و لا العلم يغنيان المراه عند و جود رجل (زوج) فحياتها.. و اقول لكل زوجه حافظى علي زوجك و تنازلى كثيرا لارضائة و لا تضيقى بخدمته، فهذا اروع كثيرا من اضطرارك لخدمه اخرين مقابل حياتك فحمايتهم او كنفهم.


انى اعترف بالخطا الكبير انى كان من الاروع لو قبلت الزواج من رجل يرضي عنة اهلى فدينة و خلقة كما اوصي الرسول صلي الله علية و سلم.. لكن احلامى للاسف كانت بعيده جدا جدا عن ذلك الحديث النبوى الشريف.. فضاعت احلامى كايامي، لكنى من فضل ربى لا احب الندم و لا البكاء علي الماضي.. اننى فقط اسجل تجربتى لتستفيد منها جميع الفتيات و الاسر.. بقى ان اقول: انى و الحمد للة مؤمنه بان الانسان يعيش قدرة فعلية ان يرضي به.. و احيانا اضيق بوحدتى فلا اجد ملجا الا الله بعدها اتذكر نعم الله على من ما ل و منصب و علم و صحة.. فيطمئن قلبى ان حياتى مليئه بالنعم و هى تستحق الشكر للة عز و جل فكل صلاه ..

  • صور حلوة ومغرورة
  • صور فتيات مغروره جدا تحب نفسه
  • صورة بنت مغرورة
  • صورفتات مغرورة


فتاة مغرورة