صورة-1
|
|||||||
|
القول فتأويل قولة تعالي : ( الم نشرح لك صدرك ( 1 ) و وضعنا عنك و زرك ( 2 ) الذي انقض ظهرك ( 3 ) و رفعنا لك ذكرك ( 4 ) فإن مع العسر يسرا ( 5 ) ان مع العسر يسرا ( 6 ) فإذا فرغت فانصب ( 7 ) و إلي ربك فارغب ( 8 ) ) .
يقول تعالي ذكرة لنبية محمد صلي الله علية و سلم ، مذكرة الاءة عندة ، و إحسانة الية ، حاضا له بذلك علي شكرة ، علي ما انعم علية ؛ ليستوجب بذلك المزيد منة : ( الم نشرح لك ) يا محمد ، للهدي و الإيمان بالله و معرفه الحق ( صدرك ) فنلين لك قلبك ، و نجعلة و عاء للحكمه : ( و وضعنا عنك و زرك ) يقول : و غفرنا لك ما سلف من ذنوبك ، و حططنا عنك ثقل ايام الجاهليه التي كنت بها ، و هى فقراءه عبدالله فيما ذكر : ( و حللنا عنك و قرك الذي انقض ظهرك ) يقول : الذي اثقل ظهرك فأوهنة ، و هو من قولهم للبعير اذا كان رجيع سفر ربما اوهنة السفر ، و أذهب لحمة : هو نقض سفر .
وبنحو الذي قلنا فذلك قال اهل التأويل .
ذكر من قال هذا :
حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا ابو عاصم ، قال : ثنا عيسى; و حدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا و رقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد فقول الله : ( و وضعنا عنك و زرك ) قال : ذنبك .
( الذي انقض ظهرك ) قال : اثقل ظهرك .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ، قولة : ( الم نشرح لك صدرك و وضعنا عنك و زرك الذي انقض ظهرك ) : كانت للنبى صلي الله علية و سلم [ ص: 494 ] ذنوب ربما اثقلتة ، فغفرها الله له .
حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ، فقولة : ( انقض ظهرك ) قال : كانت للنبى ذنوب ربما اثقلتة ، فغفرها الله له .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت ابا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فقولة : ( و وضعنا عنك و زرك ) يعنى : الشرك الذي كان فية .
حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : قال ابن زيد ، فقولة : ( الم نشرح لك صدرك و وضعنا عنك و زرك ) قال : شرح له صدرة ، و غفر له ذنبة الذي كان قبل ان ينبا ، فوضعة .
وفى قولة : ( الذي انقض ظهرك ) قال : اثقلة و جهدة ، كما ينقض البعير حملة الثقيل ، حتي يصير نقضا بعد ان كان سمينا ( و وضعنا عنك و زرك ) قال : ذنبك الذي انقض ظهرك ، اثقل ظهرك ، و وضعناة عنك ، و خففنا عنك ما اثقل ظهرك .
وقولة : ( و رفعنا لك ذكرك ) يقول : و رفعنا لك ذكرك ، فلا اذكر الا ذكرت معى ، و هذا قول : لا الة الا الله ، محمد رسول الله .
وبنحو الذي قلنا فذلك قال اهل التأويل .
ذكر من قال هذا :
حدثنا ابو كريب و عمرو بن ما لك ، قالا ثنا سفيان بن عيينه ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ( و رفعنا لك ذكرك ) قال : لا اذكر الا ذكرت معى : اشهد ان لا الة الا الله ، و أشهد ان محمدا رسول الله .
حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ، فقولة : ( و رفعنا لك ذكرك ) قال النبى صلي الله علية و سلم : ” ابدءوا بالعبوده ، و ثنوا بالرساله ” فقلت لمعمر ، قال : اشهد ان لا الة الا الله ، و أن محمدا عبدة ، فهو العبوده ، و رسولة ان تقول : عبدة و رسولة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ( و رفعنا لك ذكرك ) رفع الله ذكرة فالدنيا و الآخره ، فليس خطيب ، و لا متشهد ، و لا صاحب صلاه ، الا ينادى فيها : اشهد ان لا الة الا الله ، و أشهد ان محمدا رسول الله .
حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : اخبرنا عمرو بن الحارث ، عن [ ص: 495 ] دراج ، عن ابى الهيثم عن ابى سعيد الخدرى ، عن رسول الله صلي الله علية و سلم ، انه قال : ” اتانى جبريل فقال ان ربى و ربك يقول : كيف رفعت لك ذكرك ؟ قال : الله اعلم ، قال : اذا ذكرت ذكرت معى ” .
وقولة : ( فإن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) يقول تعالي ذكرة لنبية محمد صلي الله علية و سلم : فإن مع الشده التي انت بها من جهاد هؤلاء المشركين ، و من اولة ما انت بسبيلة رجاء و فرجا بأن يظفرك بهم ، حتي ينقادوا للحق الذي جئتهم بة طوعا و كرها .
وروى عن النبى صلي الله علية و سلم ان هذة الآيه لما نزلت بشر فيها اصحابة ، و قال : ” لن يغلب عسر يسرين ” .
ذكر من قال هذا :
حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت يونس ، قال : قال الحسن : لما نزلت هذة الآيه ( فإن مع العسر يسرا ) قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” ابشروا اتاكم اليسر ، لن يغلب عسر يسرين ” .
حدثنى يعقوب ، قال : ثنا ابن عليه ، عن يونس ، عن الحسن ، مثلة ، عن النبى صلي الله علية و سلم .
حدثنا محمد بن المثني ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، عن النبى صلي الله علية و سلم ، بنحوة .
حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، قال : خرج النبى صلي الله علية و سلم يوما مسرورا فرحا و هو يضحك ، و هو يقول : ” لن يغلب عسر يسرين ، لن يغلب عسر يسرين ( فإن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) ” .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ، قولة : ( فإن مع العسر يسرا ) ذكر لنا ان رسول الله صلي الله علية و سلم بشر اصحابة بهذة الآيه ، فقال : ” لن يغلب عسر يسرين ” .
حدثنا ابن المثني ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا سعيد ، عن معاويه بن قره ابى اياس ، عن رجل ، عن عبدالله بن مسعود ، قال : لو دخل العسر فجحر ، لجاء اليسر حتي يدخل علية ؛ لأن الله يقول : ( فإن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) . [ ص: 496 ]
حدثنا ابو كريب ، قال : ثنا و كيع ، عن شعبه ، عن رجل ، عن عبدالله ، بنحوة .
حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا ابو عاصم : قال : ثنا عيسي ; و حدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال ثنا و رقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ، قولة : ( ان مع العسر يسرا ) قال : يتبع اليسر العسر .
وقولة : ( فإذا فرغت فانصب ) اختلف اهل التأويل فتأويل هذا ، فقال بعضهم : معناة : فإذا فرغت من صلاتك فانصب الي ربك فالدعاء ، و سلة حاجاتك .
ذكر من قال هذا :
حدثنى على ، قال : ثنا ابو صالح ، قال : ثنى معاويه ، عن على ، عن ابن عباس ، فقولة : ( فإذا فرغت فانصب ) يقول : فالدعاء .
حدثنى محمد بن سعد ، قال : ثنى ابى ، قال : ثنى عمى ، قال : ثنى ابى ، عن ابية ، عن ابن عباس : ( فإذا فرغت فانصب ) يقول : فإذا فرغت مما فرض عليك من الصلاه فسل الله ، و ارغب الية ، و انصب له .
حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا ابو عاصم ، قال ثنا و رقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ، قولة : ( فإذا فرغت فانصب ) قال : اذا قمت الي الصلاه فانصب فحاجتك الي ربك .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت ابا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : فقولة : ( فإذا فرغت فانصب ) يقول : من الصلاه المكتوبه قبل ان تسلم ، فانصب .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ، قولة : ( فإذا فرغت فانصب و إلي ربك فارغب ) قال : امرة اذا فرغ من صلاتة ان يبالغ فدعائة .
حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ، فقولة : ( فإذا فرغت ) من صلاتك ( فانصب ) فالدعاء .
وقال اخرون : بل معني هذا : ( فإذا فرغت ) من جهاد عدوك ( فانصب ) فعباده ربك .
ذكر من قال هذا :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ، قال : قال الحسن في [ ص: 497 ] قولة : ( فإذا فرغت فانصب ) قال : امرة اذا فرغ من غزوة ، ان يجتهد فالدعاء و العباده .
حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : قال ابن زيد ، فقولة : ( فإذا فرغت فانصب ) قال عن ابية : فإذا فرغت من الجهاد ، جهاد العرب ، و انقطع جهادهم فانصب لعباده الله ( و إلي ربك فارغب ) .
وقال اخرون : بل معني هذا : فإذا فرغت من امر دنياك ، فانصب فعباده ربك .
ذكر من قال هذا :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( فإذا فرغت فانصب ) قال : اذا فرغت من امر الدنيا فانصب ، قال : فصل .
حدثنا ابو كريب ، قال : ثنا و كيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( فإذا فرغت فانصب ) قال : اذا فرغت من امر دنياك فانصب ، فصل .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، فقولة : ( فإذا فرغت ) قال : اذا فرغت من امر الدنيا ، و قمت الي الصلاه ، فاجعل رغبتك و نيتك له .
وأولي الأقوال فذلك بالصواب ، قول من قال : ان الله تعالي ذكرة ، امر نبية ان يجعل فراغة من جميع ما كان بة مشتغلا من امر دنياة و آخرتة ، مما ادي له الشغل بة ، و أمرة بالشغل بة الي النصب فعبادتة ، و الاشتغال فيما قربة الية ، و مسألتة حاجاتة ، و لم يخصص بذلك حالا من احوال فراغة دون حال ، فسواء جميع احوال فراغة ، من صلاه كان فراغة ، او جهاد ، او امر دنيا كان بة مشتغلا لعموم الشرط فذلك من غير خصوص حال فراغ دون حال اخري .
وقولة : ( و إلي ربك فارغب ) يقول تعالي ذكرة : و إلي ربك يا محمد فاجعل رغبتك دون من سواة من خلقة ؛ اذ كان هؤلاء المشركون من قومك ربما جعلوا رغبتهم فحاجاتهم الي الآلهه و الأنداد .
وبنحو الذي قلنا فذلك قال اهل التأويل .
ذكر من قال هذا :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( و إلي ربك فارغب ) قال : اجعل نيتك و رغبتك الي الله . [ ص: 498 ]
حدثنا ابو كريب ، قال : ثنا و كيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( و إلي ربك فارغب ) قال : اجعل رغبتك و نيتك الي ربك .
حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا ابو عاصم ، قال : ثنا عيسي ; و حدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا و رقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ، قولة : ( و إلي ربك فارغب ) قال : اذا قمت الي الصلاه .
آخر تفسير سوره الم نشرح
- سوره الشرح مكتوبة
- سورة الانشراح مكتوبة
- سورة الشرح مكتوبة كاملة بالتشكيل
- صورالانشراح
- صوره الانشراح صورة
- صورة اﻻنشراح
- صورة النشراح
- صورة الذي أنقض ظهرك مكتوبه
- صور سورة الشرح
- سوره الم نشرح
- سورة الانشراح صورة