حلال ولا حرام

 

صورة-1

 



هل الحب حلال او حرام ؟

يقول الله سبحانة {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم } ال عمران : 31 ، و يقول النبي صلي الله علية و سلم فيما رواة اصحاب السنن عن حبة لعائشه رضي الله عنها “اللهم ذلك قسمي فيما املك ، فلا تلمني فيما تملك و لا املك ” و يقول فيما رواة ما لك فالموطا ” قال الله تعالي : و جبت محبتي للمتحابين ف، و المتجالسين فى، و المتزاورين فى” و يقول فيما رواة مسلم “الارواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف ” .


الحب فدنيا الناس تعلق قلبي يحس معة المحب لذه و راحة، و هو غذاء للروح ، و شبع للغريزه ، و ري للعاطفه ، افردة بالتاليف كثير من العلماء الاجلاء .


و من جهه حكمة فانة يعطي حكم ما تعلق بة القلب فموضوعة و الغرض منة ، فمنة حب الصالحين ، و حب الوالد لاولادة ، و حب الزوجين ، و حب الاصدقاء ، و حب الولد لوالدية ، و الطالب لمعلمة ، و حب الطبيعه و المناظر الخلابه و الاصوات الحسنه و جميع شىء رائع .


و من هنا قال العلماء : ربما يصبح الحب و اجبا ، كحب الله و رسولة ، و ربما يصبح مندوبا كحب الصالحين ، و ربما يصبح حراما كحب الخمر و لجنس المحرم .


و اكثر ما يسال الناس عنة هو الحب بين الجنسين ، و بخاصه بين الشباب ، فقد يصبح حبا قلبيا اي عاطفيا، و ربما يصبح حبا شهويا جنسيا، و الفرق بينهما دقيق ، و ربما يتلازمان ، و مهما يكن من شىء فان الحب بنوعية ربما يولد سريعا من نظره عابرة، بل ربما يصبح متولدا من فكر او ذكر علي الغيب دون مشاهده ، و هنا ربما يزول و ربما يبقي و يشتد ان تكرر او طال الاسباب =المولد له . و ربما يولد الحب بعد تكرر سببة او طول امدة ، و ذلك ما يخرج فية فعل الانسان و قصدة و اختيارة .


و من هنا لابد من معرفه الاسباب =المولد للحب ، فان كان من النوع الاول الحادث من نظر الفجاه او الخاطر و حديث النفس العابر فهو امر لا تسلم منة الطبيعه البشريه ، و ربما يدخل تحت الاضطرار فلا يحكم علية بحل و لا حرمه .


و ان كان من النوع الثاني الذي تكرر سببة او طالت مدتة فهو حرام بسبب حرمه الاسباب =المؤدي له . و اذا تمكن الحب من القلب بسبب اضطر الية ، فان ادي الي محرم كخلوه باجنبيه او مصافحه او كلام مثير او انشغال عن و اجب كان حراما ، و ان خلا من هذا فلا حرمه فية .


و الحب الذي يتولد من طول فكر او علي الغيب عند الاستغراق فتقويم صفات المحبوب ان ادي الي محرم كان حراما ، و الا كان حلالا، و ما تولد عن نظره متعمده او محادثه او ما اشبة هذا من الممنوعات فهو غالبا يسلم الي محرمات متلاحقه ، و بالتالي يصبح حراما فوق ان سببة محرم .


و علي جميع حال فاحذر الشباب من الجنسين ان يورطوا انفسهم فالوقوع فخضم العواطف و الشهوات الجنسية، فان بحر الحب عميق متلاطم الامواج شديد المخاطر، لا يسلم منة الا قوي شديد بعقلة و خلقة و دينة ، و قل من و قع فاسرة ان يفلت منة ، و العوامل التي تفك اسرة تضعف كثيرا امام جبروت العاطفه المشبوبه و الشهوه الجامحه .


و بهذة المناسبه طرح ذلك السؤال : انا فتاه من اسره متدينة، و لكن شعرت بقلبي يشد الي شاب توسمت فية جميع خير، و لا ادري ان كان يشعر نحوي بما اشعر بة ، فهل ذلك الحب يتنافي مع الدين ؟ ان الحب اذا لم يتعد دائره الاعجاب و لم تكن معة محرمات فصاحبة معذور، و لكن اذا تطور و تخطي الحدود فهنا يصبح الحظر و المنع. و اذا كان للفتاه ان تحب من يبادلها هذا و التزمت الحدود الشرعيه فقد ينتهي نهايه سعيده بالزواج ، و اذا كان للزوجه ان تحب فليكن حبها لزوجها و اولادها ، الي جانب حبها لاهلها، لكن لا يجوز ان يتعلق قلبها بشخص اجنبي غير زوجها ، تعلقا يثير الغريزة، فقد يؤدي الي النفور من الزوج و السعي الي التفلت من سلطانة بطريق مشروع او غير مشروع ، و الطريق المشروع هو الطلاق مع التضحيه بما لها من حقوق ، و هو ما يسمي بالخلع ، فقد جاءت امراه ثابت بن قيس ابن شماس -وهي حبيبه فتاة سهل او رائعة فتاة سلول -الي النبي صلي الله علية و سلم تقول له : ان زوجها لا تعيب علية فخلق و لا دين ، و لكنها تكرة الكفر فالاسلام ، لانها لا تحبة لدمامتة ، و ربما جاء فبعض الروايات انها راتة فجماعه من الناس فاذا هو اشدهم سوادا ، و اقصرهم قامه ، و اقبحهم و جها ، فردت الية الحديقه التي دفعها اليها مهرا و طلقها . رواة البخاري و غيرة .


اما ان تستجيب الزوجه الي صوت قلبها و غريزتها عن غير ذلك الطريق فهو الخيانة الكبري التي جعل الاسلام عقوبتها الاعدام فاشنع صوره، و هي الرجم بالحجاره حتي تموت .


فلتتق الله الزوجة، . و لا تترك قلبها يتعلق بغير زوجها تعلقا عاطفيا، و لتحذر ان تذكر اسم من تحب او تتحدث عنة او تخرج لزوجها اي ميل نحوة ، حتي لو كان الميل اعجابا بخلق ، فان الزوج يغار ان يصبح فحياة زوجتة انسان ا خر مهما كان شانة ، و الله سبحانة جعل من صفات الحور العين ، لتكمل متعه الرجال بهن ، عدم التطلع الي غير ازواجهن فقال فيهن {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم و لا جان} الرحمن : 56 ، و قال تعالي {حور مقصورات فالخيام } الرحمن : 77 ، و هذا لتحقق الزوجه قول الله تعالي {ومن اياتة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم موده و رحمة} الروم : 21 .


و انتهز هذة الفرصه و اقول للفتاه غير المتزوجه ، اذا ربطت علاقه الحب بين فتي و فتاه و اتفقا علي الزواج ينبغي ان يصبح هذا بعلم اولياء الامور، لانهم يعرفون مصلحتهما اكثر، و لان الفتي و الفتاه تدفعهما العاطفه الجارفه دون تعقل او رويه او نظر بعيد الي الاثار المترتبه علي هذا ، فلابد من مساعده اهل الطرفين ، للاطمئنان علي المصير و تقديم النصح اللازم ، مع التنبية الي التزام جميع الاداب الشرعيه حتي يتم العقد، فربما لا تكون النهايه زواجا فتكون الشائعات و الاتهامات .


و الدين لا يوافق علي حب لا تلتزم فية الحدود .


حلال ولا حرام