جزاء تارك الصلاة

 

صورة-1

 



لا شك ان الصلاه عماد الدين، و هى الفارقه بين الكفر و الايمان، كما قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “ان بين الرجل و بين الكفر او الشرك ترك الصلاة” اخرجة مسلم، و قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” رواة احمد و ابو داود و النسائي و الترمذي، و قال: حسن صحيح، و ابن ما جه، و ابن حبان فصحيحه، و الحاكم.


و قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: “لا حظ فالاسلام لمن ترك الصلاة”، و قال عبدالله بن شقيق: كان اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم لا يرون من الاعمال شيئا تركة كفر الا الصلاة، و عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: “من ترك الصلاه فقد كفر” رواة المروزى فتعظيم قدر الصلاة، و المنذرى فالترغيب و الترهيب. و عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال: “من لم يصل فهو كافر” رواة ابن عبدالبر فالتمهيد (4/226) و المنذرى فالترغيب و الترهيب (1/439). و لا يخفي ان هذة العقوبه لمن ترك الصلاه بالكلية، اما من يصليها لكنة يتكاسل فادائها، و يؤخرها عن و قتها، فقد توعدة الله بالويل فقال: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون: 5].


و الويل هو: و اد فجهنم نسال الله العافيه و كيف لا يحافظ المسلم علي اداء الصلاة، و ربما امرنا الله بذلك فقال: (حافظوا علي الصلوات و الصلاه الوسطي و قوموا للة قانتين) [البقرة: 238]. فاى مصيبه اعظم من عدم المحافظه علي الصلاة!!.


و نقول للسائل: لم لا تصلي؟ الا تخاف من الله؟ الا تخشي الموت؟.


اما تعلم ان اول ما يحاسب علية العبد يوم القيامه الصلاة، كما قال الرسول صلي الله علية و سلم: “اول ما يحاسب علية العبد الصلاة، فان صلحت فقد افلح و انجح، و ان فسدت فقد خاب و خسر” رواة الترمذى و حسنه، و ابو داود و النسائي.


و ما ذا يصبح جوابك لربك حين يسالك عن الصلاة؟


الا تعرف ان النبى صلي الله علية و سلم يعرف امتة يوم القيامه بالغره و التحجيل من اثر الوضوء، قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “ان امتى يدعون يوم القيامه غرا محجلين من اثر الوضوء” رواة البخارى و مسلم و (الغرة): بياض الوجه، و (التحجيل): بياض فاليدين و الرجلين.


كيف بالمرء حينما ياتى يوم القيامة، و ليس عندة هذة العلامة، و هى من خصائص الامه المحمدية، بل لقد و صف الله اتباع الرسول صلي الله علية و سلم بانهم: (سيماهم فو جوههم من اثر السجود) [الفتح: 29].


و ربما تكلم العلماء باستفاضه عن عقوبه تارك الصلاه ، كما فكتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمى .


كما ان ترك الصلاه من المعاصى العظيمة، و من عقوبات المعاصى انها: تنسى العبد نفسه، كما قال الامام ابن القيم: فاذا نسى نفسة اهملها و افسدها، و قال ايضا: و من عقوباتها انها: تزيل النعم الحاضره و تقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل و تمنع الواصل، فان نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، و لا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فان ما عند الله لا ينال الا بطاعته.. و من عقوبه المعاصى ايضا: سقوط الجاة و البيته و الكرامه عند الله، و عند خلقه، فان اكرم الخلق عند الله اتقاهم، و اقربهم منة منزله اطوعهم له، و علي قدر طاعه العبد تكون له منزله عنده، فاذا عصاة و خالف امرة سقط من عينه، فاسقطة من قلوب عباده. و من العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، و المعيشه الضنك، لعموم قولة تعالى: (ومن اعرض عن ذكرى فان له معيشه ضنكا و نحشرة يوم القيامه اعمى) [طه: 124]. و ينظر كلامة رحمة الله فكتابه: الداء و الدواء.


و لا ريب ان الفقهاء ربما اتفقوا علي ان من ترك الصلاه جحودا بها، و انكارا لها فهو كافر خارج عن المله بالاجماع، اما من تركها مع ايمانة بها، و اعتقادة بفرضيتها، و لكنة تركها تكاسلا، او تشاغلا عنها، فقد صرحت الاحاديث بكفره، و من العلماء من اخذ بهذة الاحاديث فكفر تارك الصلاة، و اباح دمه، كما هو مذهب الامام احمد، و ذلك هو المنقول عن اصحاب النبى صلي الله علية و سلم، و حكي علية اسحاق بن راهويه اجماع اهل العلم ، و قال محمد بن نصر المروزي: هو قول جمهور اهل الحديث (جامع العلوم و الحكم 1/147) و هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية. و من العلماء من راي ان تارك الصلاه يقتل حدا لا كفرا، و بذلك قال الامامان: ما لك و الشافعى رحمهما الله. و منهم من راي انه يحبس حتي يصلي، و هو الامام ابو حنيفه رحمة الله و الراجح ان تارك الصلاه يستتاب، فان تاب و الا قتل علي انه مرتد، لما تقدم من الاحاديث، و لقولة صلي الله علية و سلم: “راس الامر الاسلام و عمودة الصلاة، و ذروه سنامة الجهاد” رواة الترمذى و صححه. قال ابن تيمية: و متي و قع عمود الفسطاط و قع جميعه، و لم ينتفع به. و قال (ولان ذلك اجماع الصحابة) رضى الله عنهم.


جزاء تارك الصلاة