صورة-1
{1 – 15 } { و المرسلات عرفا * فالعاصفات عصفا و الناشرات نشرا فالفارقات فرقا * فالملقيات ذكرا * عذرا او نذرا * انما توعدون لواقع * فاذا النجوم طمست * و اذا السماء فرجت * و اذا الجبال نسفت * و اذا الرسل اقتت * لاى يوم اجلت * ليوم الفصل * و ما ادراك ما يوم الفصل * و يل يومئذ للمكذبين }
اقسم تعالي علي البعث و الجزاء بالاعمال ، بالمرسلات عرفا، و هى الملائكه التي يرسلها الله تعالي بشئونة القدريه و تدبير العالم، و بشئونة الشرعيه و وحية الي رسله.
و { عرفا } حال من المرسلات اي: ارسلت بالعرف و الحكمه و المصلحة، لا بالنكر و العبث.
{ فالعاصفات عصفا } و هى [ايضا] الملائكه التي يرسلها الله تعالي و صفها بالمبادره لامره، و سرعه تنفيذ اوامره، كالريح العاصف، او: ان العاصفات، الرياح الشديدة، التي يسرع هبوبها.
{ و الناشرات نشرا } يحتمل انها الملائكه ، تنشر ما دبرت علي نشره، او انها السحاب التي ينشر فيها الله الارض، فيحييها بعد موتها.
{ فالملقيات ذكرا } هى الملائكة تلقى اشرف الاوامر، و هو الذكر الذي يرحم الله بة عباده، و يذكرهم فية منافعهم و مصالحهم، تلقية الي الرسل.
{ عذرا او نذرا } اي: اعذارا و انذارا للناس، تنذر الناس ما امامهم من المخاوف و تقطع معذرتهم ، فلا يصبح لهم حجه علي الله.
{ انما توعدون } من البعث و الجزاء علي الاعمال { لواقع } اي: متحتم و قوعه، من غير شك و لا ارتياب.
فاذا و قع حصل من التغير للعالم و الاهوال الشديده ما يزعج القلوب، و تشتد له الكروب، فتنطمس النجوم اي: تتناثر و تزول عن اماكنها و تنسف الجبال، فتكون كالهباء المنثور، و تكون هى و الارض قاعا صفصفا، لا تري بها عوجا و لا امتا، و هذا اليوم هو اليوم الذي اقتت فية الرسل، و اجلت للحكم بينها و بين اممها، و لهذا قال:
{ لاى يوم اجلت } استفهام للتعظيم و التفخيم و التهويل.
ثم اجاب بقوله: { ليوم الفصل } [اي:] بين الخلائق، بعضهم لبعض، و حساب جميع منهم منفردا، بعدها توعد المكذب بهذا اليوم فقال: { و يل يومئذ للمكذبين } اي: يا حسرتهم، و شده عذابهم، و سوء منقلبهم، اخبرهم الله، و اقسم لهم، فلم يصدقوه، فاستحقوا العقوبه البليغة.
{ 16 – 19 } { الم نهلك الاولين * بعدها نتبعهم الاخرين * ايضا نفعل بالمجرمين * و يل يومئذ للمكذبين }
اي: اما اهلكنا المكذبين السابقين، بعدها نتبعهم باهلاك من كذب من الاخرين، و هذة سنتة السابقه و اللاحقه فكل مجرم لا بد من عذابة ، فلم لا تعتبرون بما ترون و تسمعون؟
{ و يل يومئذ للمكذبين } بعدما شاهدوا من الايات البينات، و العقوبات و المثلات.
{ 20 -24 } { الم نخلقكم من ماء مهين * فجعلناة فقرار مكين * الي قدر معلوم * فقدرنا فنعم القادرون * و يل يومئذ للمكذبين }
اي: اما خلقناكم ايها الادميون { من ماء مهين } اي: فغايه الحقارة، خرج من بين الصلب و الترائب، حتي جعلة الله { فقرار مكين } و هو الرحم، بة يستقر و ينمو.
{ الي قدر معلوم } و وقت مقدر.
{ فقدرنا } اي: قدرنا و دبرنا هذا الجنين، فتلك الظلمات، و نقلناة من النطفه الي العلقة، الي المضغة، الي ان جعلة الله جسدا، بعدها نفخ فية الروح، و منهم من يموت قبل ذلك.
{ فنعم القادرون } [يعنى بذلك نفسة المقدسة] حيث كان قدرا تابعا للحكمة، موافق للحمد .
{ و يل يومئذ للمكذبين } بعدما بين الله لهم الايات، و اراهم العبر و البينات.
{ 25 – 28 } { الم نجعل الارض كفاتا * احياء وامواتا * و جعلنا بها رواسى شامخات و اسقيناكم ماء فراتا * و يل يومئذ للمكذبين }
اي: اما امتننا عليكم و انعمنا، بتسخير الارض لمصالحكم، فجعلناها { كفاتا } لكم.
{ احياء } فالدور، { و امواتا } فالقبور، فكما ان الدور و القصور من نعم الله علي عبادة و منته، فايضا القبور، رحمه فحقهم، و سترا لهم، عن كون اجسادهم باديه للسباع و غيرها.
{ و جعلنا بها رواسى } اي: جبالا ترسى الارض، لئلا تميد باهلها، فثبتها الله بالجبال الراسيات الشامخات اي: الطوال العراض، { و اسقيناكم ماء فراتا } اي: عذبا زلالا، قال تعالى: { افرايتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموة من المزن ام نحن البيتون لو نشاء جعلناة اجاجا فلولا تشكرون }
{ و يل يومئذ للمكذبين } مع ما اراهم الله من النعم التي انفرد الله بها، و اختصهم بها، فقابلوها بالتكذيب.
{ 29 – 34 } { انطلقوا الي ما كنتم بة تكذبون * انطلقوا الي ظل ذى ثلاث شعب * لا ظليل و لا يغنى من اللهب * انها ترمى بشرر كالقصر * كانة جماله صفر * و يل يومئذ للمكذبين }
هذا من الويل الذي اعد [للمجرمين] للمكذبين، ان يقال لهم يوم القيامة: { انطلقوا الي ما كنتم بة تكذبون } بعدها فسر هذا بقوله: { انطلقوا الي ظل ذى ثلاث شعب } اي: الي ظل نار جهنم، التي تتمايز فخلالة ثلاث شعب اي: قطع من النار اي: تتعاورة و تتناوبة و تجتمع به.
{ لا ظليل } هذا الظل اي: لا راحه فية و لا طمانينة، { و لا يغنى } من مكث فية { من اللهب } بل اللهب ربما احاط به، يمنه و يسره و من جميع جانب، كما قال تعالى: { لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل }
{ لهم من جهنم مهاد و من فوقهم غواش و ايضا نجزى الظالمين }
ثم ذكر عظم شرر النار، الدال علي عظمها و فظاعتها و سوء منظرها، فقال:
{ انها ترمى بشرر كالقصر كانة جماله صفر } و هى السود التي تضرب الي لون فية صفرة، و ذلك يدل علي ان النار مظلمة، لهبها و جمرها و شررها، و انها سوداء، كريهه المراي ، شديده الحرارة، نسال الله العافيه منها [من الاعمال المقربه منها].
{ و يل يومئذ للمكذبين }
{ 35 – 40 } { ذلك يوم لا ينطقون * و لا يؤذن لهم فيعتذرون * و يل يومئذ للمكذبين * ذلك يوم الفصل جمعناكم و الاولين * فان كان لكم كيد فكيدون * و يل يومئذ للمكذبين }
اي: ذلك اليوم العظيم الشديد علي المكذبين، لا ينطقون فية من الخوف و الوجل الشديد، { و لا يؤذن لهم فيعتذرون } اي: لا تقبل معذرتهم، و لو اعتذروا: { فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم و لا هم يستعتبون }
{ ذلك يوم الفصل جمعناكم و الاولين } لنفصل بينكم، و نحكم بين الخلائق، { فان كان لكم كيد } تقدرون علي الخروج من ملكى و تنجون بة من عذابي، { فكيدون } اي: ليس لكم قدره و لا سلطان، كما قال تعالى: { يا معشر الجن و الانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات و الارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان }
ففى هذا اليوم، تبطل حيل الظالمين، و يضمحل مكرهم و كيدهم، و يستسلمون لعذاب الله، و يبين لهم كذبهم فتكذيبهم { و يل يومئذ للمكذبين }
{ 41 – 45 } { ان المتقين فظلال و عيون * و فواكة مما يشتهون * كلوا و اشربوا هنيئا بما كنتم تعملون * انا ايضا نجزى المحسنين * و يل يومئذ للمكذبين }
لما ذكر عقوبه المكذبين، ذكر ثواب المحسنين، فقال: { ان المتقين } [اي:] للتكذيب، المتصفين بالتصديق فاقوالهم و افعالهم و اعمالهم، و لا يكونون ايضا الا بادائهم الواجبات، و تركهم المحرمات.
{ فظلال } من كثره الاشجار المتنوعة، الزاهيه البهية. { و عيون } جاريه من السلسبيل، و الرحيق و غيرهما، { و فواكة مما يشتهون } اي: من خيار الفواكة و طيبها، و يقال لهم: { كلوا و اشربوا } من الماكل الشهية، و الاشربه اللذيذه { هنيئا } اي: من غير منغص و لا مكدر، و لا يتم هناؤة حتي يسلم الاكل و الشراب من جميع افه و نقص، و حتي يجزموا انه غير منقطع و لا زائل، { بما كنتم تعملون } فاعمالكم هى الاسباب =الموصل لكم الي ذلك النعيم المقيم، و كذا جميع من اقوى فعباده الله و اقوى الي عباد الله، و لهذا قال: { انا ايضا نجزى المحسنين و يل يومئذ للمكذبين } و لو لم يكن لهم من ذلك الويل الا فوات ذلك النعيم، لكفي بة حرمانا و خسرانا .
{ 46 – 50 } { كلوا و تمتعوا قليلا انكم مجرمون * و يل يومئذ للمكذبين * و اذا قيل لهم اركعوا لا يركعون * و يل يومئذ للمكذبين * فباى حديث بعدة يؤمنون }
هذا تهديد و وعيد للمكذبين، انهم و ان اكلوا فالدنيا و شربوا و تمتعوا باللذات، و غفلوا عن القربات، فانهم مجرمون، يستحقون ما يستحقة المجرمون، فستنقطع عنهم اللذات، و تبقي عليهم التبعات، و من اجرامهم انهم اذا امروا بالصلاه التي هى اشرف العبادات، و قيل لهم: { اركعوا } امتنعوا من ذلك.
فاى اجرام فوق هذا؟ و اي تكذيب يزيد علي هذا؟”
{ و يل يومئذ للمكذبين } و من الويل عليهم انهم تنسد عليهم ابواب التوفيق، و يحرمون جميع خير، فانهم اذا كذبوا ذلك القران الكريم، الذي هو اعلي مراتب الصدق و اليقين علي الاطلاق.
{ فباى حديث بعدة يؤمنون } ابالباطل الذي هو كاسمه، لا يقوم علية شبهه فضلا عن الدليل؟ ام بكلام جميع مشرك كذاب افاك مبين؟.
فليس بعد النور المبين الا دياجي الظلمات، و لا بعد الصدق الذي قامت الادله و البراهين علي صدقة الا الكذب الصراح و الافك المبين ، الذي لا يليق الا بمن يناسبه.
فتبا لهم ما اعماهم! و ويحا لهم ما اخسرهم و اشقاهم!
نسال الله العفو و العافيه [انة جواد كريم. تمت].
- تفسير سوره المرسلات للاطفال
- سوره المرسلات
- تفسير سورة المرسلات للاطفال
- سورة المرسلات للاطفال
- شرح سورة المرسلات للاطفال
- تفسير المرسلات للاطفال
- المرسلات التفسير للاطفال
- سورة المرسلات مكررة للأطفال
- سورة المرسلات تفسير للاطفال
- سورة المرسلات
- تفسيرسورةالمرسلات للاطفال
- تفسير سورة المرسلات مبسط للاطفال