بحث عن النظافة الشخصية

 

صورة-1

 



من نعم الله تعالي علي الانسان ان خلق له ما يصنع من ثيابة فيستر عورتة و يجمل مظهره، و يتقى بة الحر و البرد، و يخفف عن و طاه الرياح و الغبار.

قال تعالي بنى ادم ربما انزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم و ريشا و لباس التقوي هذا خير هذا من ايات الله لعلهم يذكرون {26} ) [سوره الاعراف ].

ولا يكمل جمال الظاهر بغير النظافة، و لا يكمل صفاء الباطن و حسن المعامله بغير تقوي و لطافه .

ان النظافه تزيد من حسن الثوب و رونقه، و لو كان متخذا من نسيج رخيص. و لا حسن و لا بهجه لثوب فذر و لو كان من افخر المنسوجات. فعلي المسلم ان يعتنى بنظافه ثوبة و حسن هندامه، كما يعتنى بنظافه جسمة و حسن خلقه. فعن جابر بن عبدالله رضى الله عنها قال : ” اتانا رسول الله صلي الله علية و سلم فراي رجلا شعثا ربما تفرق شعرة فقال : اما كان ذلك يجد ما يسكن بة شعرة ؟ ” و راي رجلا احدث و علية ثياب و سخه فقال : ” اما كان ذلك يجد ما يغسل بة ثوبة “[1].

يلبس المسلم الثوب النظيف و يتخذة من نوع يتلاءم مع امكانياتة و سعته، و لا يجوز له ان يتخذ من ثيابة مجالا للخيلاء و الكبر. قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” لا يدخل الجنه من كان فقلبة مثقال حبه من كبر، فقال رجل : ان الرجل يحب ان يصبح ثوبة حسنا، فقال : ان الله رائع يحب الجمال، الكبر بطر الحق و غمط الناس “[2].

وتكلم المناوى ففيض القدير عن اهمال نظافه الثياب من قبل بعض العامه بحجه الزهد و السلوك و الاشتغال بنظافه الباطن فقال : و ربما تهاون بذلك جمع من الفقراء حتي بلغ ثوب احدهم الي حد يذم عقلا و عرفا، و يكاد يذم شرعا.

سول الشيطان لاحدهم فاقعدة عن التنظيف بنحو نظف قلبك قبل ثوبك لا لنصحة بل لتخذيلة عن امتثال اوامر الله و رسولة و اقعادة عن القيام بحق جليسة و مجامع الجماعه المطلوب بها النظافة، و لو حقق لوجد نظافه الظاهر تعين علي نظافه الباطن . و من بعدها و رد ان المصطفي صلي الله علية و سلم لم يتسخ له ثوب قط كما فالمواهب و غيرها ا ه[3].

وليعلم ان النجاسه تؤلف قسما كبيرا من الاوساخ، و انها من سبب عدوي الامراض السارية، لانها مفعمه بالجراثيم او و سط صالح لتكاثرها، فاذا اهمل تطهير ما اصابتة من ثوب او بدن تعرض الجسم للعدوى، و اذا كثر عدد الجراثيم الداخله الي الجسم تغلبت علي مقاومتة و وسائل دفاعة و تكاثرت فية و ادت الي امراضة . و لذلك حكم الاسلام بان طهاره ثياب المصلى كطهاره بدنة شرط فصحه صلاتة قال تعالي : ” و ثيابك فطهر “[4].

قال الامام فخر الدين الرازى : اذا ترك لفظ الثياب و التطهر علي ظاهرة و حقيقته، فيصبح المراد منة انه علية الصلاه و السلام امر بتطهير ثيابة من الانجاس و الاقذار.

قال الشافعى : المقصود منة الاعلام بان الصلاه لا تجوز فثياب طاهره من الانجاس[5].

ولقد رغب الاسلام من المسلم ان يصبح ثوب صلاتة مع الجماعه غير ثوب عمله، حرصا علي تمام النظافه و حسن المظهر و اللقاء، و سن للمقتدر ان يصبح له ثوبا عمل و ثوب صلاه ليوم الجمعه يلبس النظيف منهما، عن محمد بن يحيي ابن حبان ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” ما علي احدكم ان و جد او ما علي احدكم ان و جدتم ان يتخذ ثوبين ليوم الجمعه سوي ثوبى مهنتة ” و فروايه عنة عن ابن سلام : انه سمع رسول الله صلي الله علية و سلم يقول علي المنبر ” ما علي .. الخ ” [6] .

هذا و ربما اوصي علية الصلاه و السلام صحابتة و هم فبيئه حاره بالثياب البيض، لان اللون الابيض اقل الالوان اكتنازا للحرارة، و لان الوسخ و النجاسه يخرجان عليها بجلاء، و هذا مدعاه فتنظيفها و تطهيرها و عدم اهمالها . قال علية الصلاه و السلام : ” عليكم بثياب البياض فالبسوها فانها اطهر و اطيب و كفنوا موتاكم “[7].

صحه المسكن

نظافه المسكن :

ان النفس لتنشرح للمكان التنظيف و تنقبض لمنظر القذاره و ان قذاره المكان ربما تصيب ثياب الانسان المجاور او بدنة فتحلق بة و ساخه او جراثيم تكون سببا فعدواة بالامراض السارية.

وليتذكر المسلم ان طهاره مكان الصلاه شرط فصحه صلاتة كما اسلفت لقولة تعالي : (وعهدنا الي ابراهيم و اسماعيل ان طهرا بيتى للطائفين و العاكفين و الركع السجود) و ذلك التطهير يشمل التطهير من الانجاس و الاقذار و من مظاهر الشرك و الاثام. و ان بيت =المسلم الملتزم لا يخلو من الصلاه فية اداء لفريضه او تنقلا او تهجدا .

وسنري ان الاسلام اهتم بنظافه الطريق فكيف بنظافه المسكن . يروي عن رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال : ” ان الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا افنيتكم “[8].

وبما ان المساجد هى البيوت المعده لاداء الصلاه و لاجتماع المسلمين لطلب العلم و التفقة فالدين، فان العناية بنظافتها اكد قال الرسول علية الصلاه و السلام : ” البصاق فالمسجد خطيئه و كفارتها دفنها”[9].

ومن تمام نظافه المسكن و مكان العمل، العنايه بنظافه دورات المياة و تغطيه علب الاوساخ منعا لانتشار الروائح المستكرهة، و لئلا يقف عليها ذباب او بعوضه او صراصير، فتكون هذة و اسطه لنقل الجراثيم الي الاغذيه و غيرها فتلوثها و تكون سببا فعدوي الامراض من ديدان و زحار و تيفوئيد و هيضه (كوليرا) و انتانات معويه اخري .

وبهذة المناسبه اذكر اخوننا اهل الريف ان يصبح تخليهم فاماكن خاصة،لا فالفلاه ليقل انتشار الامراض الساريه و الاوبئه و ان تكون دورات المياة بعيده عن الابار و عن موارد المياة لئلا تتلوث هذة و اذا لم يصبح للمرحاض (سيفون ) فيجب تغطيتة لان الجرذان اسباب فانتشار الطاعون، لانها تمرض بة و تنقلة براغيثها الي الانسان، كما تنقل الجرذان جراثيم الاقذار.

ولقد نهي رسول الله صلي الله علية و سلم ان يبول الانسان فمكان الاستحمام صونا له من النجاسه و بعدا عن تردد الوسواس ببقاء النجاسه و الاصابه ثانيه برشاش الماء المنصب، فقال علية الصلاه و السلام : ” لا يبولن احدكم فمستحمة فان عامه الوسواس منة ” [10] .

ويلزم ان تجمع اقذار المسكن فمكان منزو منة فسطل او صندوق محكم الاغلاق يحوى كيسا من النايلون .

وينبغى الا تترك الاقذار فالبيت طويلا، اي اكثر من اربع و عشرين ساعة، لما يخشي من ضررها بعد ذلك. و علي الفرع المختص فدائره البلديه تعهد نقلها بالطرق الصحيه بما ممكن من السرعة. و يستحسن ان يضاف الي هذة الاقذار شيء من الكلس المطفا ان عرف انها لن تنقل من المسكن بسرعه درءا لضررها و اذاه[11].

 

صورة-2

 



وصايا صحيه اخري :

لقد امر رسول الله صلي الله علية و سلم بامور تنفذ قبل النوم لوقايه المنزل و ساكنية قال علية الصلاه و السلام : ” لا تتركوا النار فبيوتكم حين تنامون ” [12] فقد يتطاير شرر فالنار يؤدى الي حريق المنزل و اذيه من فيهن و ربما ينتشر من النار غاز اوكسيد الفحم بكميه تؤدى الي تسمم من فالبيت . و تبقي هذة الوصيه نافذه بالنسبه للمدافئ البيتيه التي تعمل بالمازوت اوالغاز او الكهرباء، بسبب المخاطر التي ربما يؤدى الهيا العوارض التي ممكن ان تطرا علي تلك الالات و سير العمل فيها.

ولئلا يدخل المنزل لص او حيوان مفترس او حيوان مؤذ او كلب او مصاب بدون (الشريطيه المكوره المشوكة) فيلح الضرر المباشر او غير المباشر علي ساكنى البيت او محتوياته، امر رسول الله صلي الله علية و سلم فقال : ” خمروا الانيه و اوكئوا الاسقيه و اجيفوا الابواب و اطفئوا المصابيح فان الفويسقه قد جرت الفتيله فاحرقت اهل المنزل “[13].

اى قد جرت الفاره فتيل السراج الزيتى المستعمل فالازمنه السابقه فيحرق الطرف المشتعل من الفتيل المنزل .

وفى اقامه المخيمات و النوم فطريق السفر اوصي الرسول علية الصلاه و السلام الا يصبح هذا جوار الطريق مباشرة، لان الطريق ممر الدواب و ما وي الهوام بالليل،اذ تاتى حيث ترمي الفضلات من غذاء المسافرين . عن ابى هريره رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” اذا سافرتم فالخصب فاعطوا الابل حظها من الارض، و اذا سافرتم فالجدب فاسرعوا عليها السير و بادروا فيها نقيها و اذا عرستم فاجتنبوا الطريق فانها طرق الدواب و ما وي الهوام بالليل “[14].

نظافه الطريق :

ان نظافه الطريق ابهج لنفوس السالكين و انقي للنسيم و ابعد عن اذي العاثرين و وسيله هامه للحد من تكاثر الذباب و نقلة لجراثيم الامراض. و ما اقبح عاده من يرمى الاقذار الي الشارع من شرف الطوابق فتنتشر فية و تسيء الي منظرة و هوائة و الي الصحه العامة، فمن فعل هذا فقد اذي مجتمعة و لوث سمعه بلدة و فعل مستهجنا و وقع فالاثم .

ان اماطه الاذي عن الطريق شعبه من شعب الايمان، و ان لفاعلها ثوابا عند الله تعالي .

قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” الايمان بضع و سبعون شعبه او بعض و ستون شعبة، فافضلها قول لا الة الا الله و ادناها اماطه الاذي عن الطريق، و الحياء شبعه من الايمان “[15]. و قال : ” بينما رجل يمشى بطريق و جد غصن شوك علي الطريق فاخره، فشكر الله له فغفر له ” [16] ، و قال علية الصلاه و السلام : ” عرضت على اعمال امتى حسنها و سيئها، فوجدت فمحاسن اعمالها الاذي يماط عن الطريق، و وجدت فمساوئ اعمالها النخامه تكون فالمسجد لا تدفن”[17].


فالتسبب فاتساخ الطريق و اذي الماره سيئه تنقص من درجه الايمان الكامل و خاصه التخلى فطريق الماره او ظلهم. قال علية الصلاه و السلام : ” اتقو اللاعنين ، قيل : و ما اللاعنان؟ قال : الذذى يتخلي فطريق الناس او ظلهم “[18].

فعلي المواطنين كافه ان يساهموا فنظافه بلدهم، فلا يلقوا الاوساخ من النوافذ و الشرف، بل يضعوها فاماكنها من الطريق ليلا قبل جوله عمال التنظيفات، و هى فاكياس النايلون بعد احكام ربطها و بعد اضافه شيء من المطهرات اذا امكن .

ونامل من رجال التنظيفات جزاهم الله خيرا و ضاعف حسناتهم، ان ينشطوا فاماطه الاوساخ و الاذي عن الطريق. و من الواجب نقل الاقذار فصناديق محكمه الاغلاق، حتي لا تتناثر فالطريق او تفسد الهواء برائحتها المستكرهة، و ان يصبح النقل فالاوقات التي تكون الطرق و الشوارع فيهاخاليه من الماره كما فاخر الليل .

ان الاسلام طهاره و نظافه و عباده و لطافة، و النظافه جمال و كمال، و الطهاره ركن و قائى من الامراض السارية، فتحلوا بهما و ربوا اولادكم عليها و ساهموا فنشرهما فالمجتمع و ربوع الوطن ترضوا ربكم و تبلغوا المظهر اللائق بكم و تساعدوا فتخفيف و طاه الامراض و انتشارها بينكم

  • عن النظافة الشخصية


بحث عن النظافة الشخصية