ان النفس لامارة بالسوء

 

صورة-1

 



الحمد للة و الصلاه و السلام علي رسول الله و علي الة و صحبة و من و الاه، اما بعد:

قال الله تعالى: {وما ابرئ نفسى ان النفس لاماره بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم} [يوسف:53].

لما كان فهذا الكلام نوع تزكيه من امراه العزيز لنفسها، و انه لم يجر منها ذنب فشان يوسف، استدركت فقالت:

{ و ما ابرئ نفسى } اي: من المراوده و الهم، و الحرص الشديد، و الكيد فذلك.

{ ان النفس لاماره بالسوء } اي: لكثيره الامر لصاحبها بالسوء، اي: الفاحشة، و سائر الذنوب، فانها مركب الشيطان، و منها يدخل علي الانسان

{ الا ما رحم ربى } فنجاة من نفسة الامارة، حتي صارت نفسة مطمئنه الي ربها، منقاده لداعى الهدى، متعاصيه عن داعى الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله و رحمتة بعبده.

{ ان ربى غفور رحيم } اي: هو غفور لمن تجرا علي الذنوب و المعاصي، اذا تاب و اناب.

{ رحيم } بقبول توبته، و توفيقة للاعمال الصالحة.

وهذا هو الصواب ان ذلك من قول امراه العزيز، لا من قول يوسف، فان السياق فكلامها، و يوسف اذ ذاك فالسجن لم يحضر.

من تفسير السعدى رحمة الله.

والنفس ان تركت الاعتراض و اذعنت و اطاعت لمقتضي الشهوات و دواعى الشيطان سميت النفس الاماره بالسوء.

وقال ابن القيم فالروح (1 / 226):

“واما النفس الاماره فهى المذمومة، لانها التي تامر بكل سوء، و ذلك من طبيعتها الا ما و فقها الله و ثبتها و اعانها، فما تخلص احد من شر نفسة الا بتوفيق الله له كما قال تعالي حاكيا عن امراه العزيز: {وما ابرئ نفسى ان النفس لاماره بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم} [يوسف:53].

وقال تعالى:

{ و لولا فضل الله عليكم و رحمتة ما زكي منكم من احد ابدا } [النور : 21]

وقال تعالي لاكرم خلقة علية و احبهم اليه:

{ و لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا } [الاسراء : 74]

وكان النبى صلي الله علية و سلم يعلمهم خطبه الحاجة:

“الحمد للة نحمدة و نستعينة و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور انفسنا، و من سيئات اعمالنا، من يهدة الله فلا مضل له، و من يضللة فلا هادى له”.

فالشر كامن فالنفس، و هو يوجب سيئات الاعمال، فان خلي الله بين العبد و بين نفسة هلك بين شرها و ما تقتضية من سيئات الاعمال، و ان و فقة و اعانة نجاة من هذا كله”.

وقال ايضا:

“واما النفس الاماره فجعل الشيطان قرينها و صاحبها الذي يليها، فهو يعدها و يمنيها، و يقذف بها الباطل، و يامرها بالسوء و يزينة لها، و يطيل فالامل، و يريها الباطل فصوره تقلبها و تستحسنها، و يمدها بانواع الامداد الباطل من الامانى الكاذبه و الشهوات المهلكة، و يستعين عليها بهواها و ارادتها، فمنة يدخل عليها جميع مكروه.

فما استعان علي النفوس بشيء هو ابلغ من هواها و ارادتها اليه، و ربما علم هذا اخوانة من شياطين الانس، فلا يستعينون علي الصور الممنوعه منهم بشيء ابلغ من هواهم و ارادتهم، فاذا اعيتهم صوره طلبوا بجهدهم ما تحبة و تهواه، بعدها طلبوا بجهدهم تحصيله، فاصطادوا تلك الصورة، فاذا فتحت لهم النفس باب الهوي دخلوا منة فجلسوا اثناء الديار، فعاثوا و افسدوا، و فتكوا، و سبوا، و فعلوا ما يفعلة العدو ببلاد عدوة اذا نحكم فيها، فهدموا معالم الايمان و القران و الذكر و الصلاة، و خربوا المساجد، و عمروا البيع و الكنائس و الحانات و المواخير، و قصدوا الي الملك فاسروا و سلبوة ملكه، و نقلوة من عباده الرحمن الي عباده البغايا و الاوثان، و من عز الطاعه الي ذل المعصية، و من السماع الرحمانى الي السماع الشيطاني، و من الاستعداد للقاء رب العالمين الي الاستعداد للقاء اخوان الشياطين، فبينا هو يراعي حقوق الله و ما امرة بة اذ صار يرعي الخنازير، و بينا هو منتصب لخدمه العزيز الرحيم اذ صار منتصبا لخدمه جميع شيطان رجيم، و المقصود ان الملك قرين النفس المطمئنه و الشيطان قرين الامارة.

من كتاب:”الروح” (1 /227- 228).

 

  • ان نفس لامارة بسوء
  • كلمات عن عصيان النفس الأماره بسوء
  • النفس لامارة بالسوء
  • النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
  • كلمه الصباح عن النفس الأمارة بالسوء
  • و ما ابرئ نفسي ان النفس الامارة بالسوء


ان النفس لامارة بالسوء