الشكوى لغير الله

 

صورة-1

 



السؤال

فضيله الشيخ الموفق عبدالرحمن السحيم – انعم الله عليكم –

و بركاته

سمعت فاحد المقاطع الوعظيه توصيه بالشكوي للة تعالي خاصه فالسجود ، و ان يخبر المؤمن ربة بكل حكايتة و يشكو له، و ان الله تعالي لن يرد احدا يفعل ايضا . و فالمقطع حث علي ترك الشكوي للناس او اخبارهم بما يبتليهم الله به

فهل و رد فالكتاب او السنه النهى عن الشكوي لغير الله تعالي ؟

وهل شكوي العبد لغير الله فية تقليل من توقير الله تعالي لربة او علمة بعظمتة سبحانة ؟

وهل الانبياء و الصالحون كانوا يكتمون ما يبتليهم الله بة و يشكون لربهم فقط ؟

واذا تكرمتم فضيله الشيخ – اسال الله ان يزيدكم علما و نورا – ان توجهوا اهل البلاء بكلمة، حيث انهم ربما يطول باحدهم البلاء و قد سمع ايضا المقطع بعدها اشتكي لربة همة فسجودة و اطال السجود و لكنة لا يري اثرا لاجابه دعائة فربما افتتن و ظن بربة السوء

فكيف يجاب عن ايضا ؟

شكر الله لكم فضيله الشيخ عبدالرحمن و اعلي الله درجاتكم فالجنات و نولكم الله الرفعه فاخراكم و دنياكم و اجزل لكم من فيوض رحماتة و سابغ عطاياة و احسانة و لا ابقي الله لكم حاجه الا قضاها و هو راض عنكم و سخرها فرضاة .

الجواب


و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

امين ، و لك بمثل ما دعوت .

 

اولا : ينبغى ان يعلم انه ليس جميع داع يستجاب له ؛ اذ لا يستجاب لمن كان عندة شيء من موانع اجابه الدعاء ، الا ان يصبح مضطرا .

ومن هذا :

ان يدعو الانسان دعاء من يجرب : هل يستجاب له او لا ؟

والمسلم ما مور بان يدعو بالحاح و ان يعزم المساله .

 

او يدعو و قلبة فو اد احدث ! كمن يدعو الله ، و قلبة يلتفت الي احد من البشر يامل فية و يؤمل ان يقضى له حاجاتة ، و ان يلبى له مطالبة !

وهذا فية سوء ادب مع الله ، كيف يسجد بين يدى الله ، او يرفع يدية ، و قلبة متعلق بمخلوق ضعيف ، لا يملك لنفسة ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا ؟

 

ومتي ما خلا الانسان من موانع اجابه الدعاء ، و سال الله بصدق ، فانة لا يكاد يرد دعاؤة .

و لذا يستجاب للمضطر ؛ لان قلبة يتعلق بالله ، و ينقطع املة و رجاؤة بالمخلوقين .

 

قال ابن مسعود رضى الله عنة : لا يسمع الله من مسمع ، و لا مراء ، و لا لاعب ، الا داع دعا يثبت من قلبة .

قال ما لك بن الحارث : كان ربيع ياتى علقمه . قال : فاتاة و لم يكن ثمه ، فجاء رجل فقال : الا تعجبون من الناس و كثره دعائهم و قله اجابتهم ؟ فقال ربيع : تدرون لم ذاك ؟ ان الله لا يقبل الا الناخله من الدعاء ، و الذي لا الة غيرة لا يسمع الله من مسمع و لا مرائى و لا لاعب و لا داع الا داع دعا بتثبت من قلبة .

قال يحيي بن معاذ : من جمع الله علية قلبة فالدعاء لم يردة .

قال ابن القيم ملعقا علي قولة : اذا اجتمع علية قلبة ، و صدقت ضرورتة و فاقتة ، و قوى رجاؤة ، فلا يكاد يرد دعاؤة .

 

ثانيا : ينبغى ان يعلم ان الله ربما يستجيب لبعض عبادة مباشره ، و ربما يدخر الاجابه لبعض عبادة الي يوم القيامه ، و ربما يصرف عن بعض عبادة شرا ، فيصبح خيرا له من اجابه الدعاء .

قال علية الصلاه و السلام : قال علية الصلاه و السلام : ما من مسلم يدعو بدعوه ليس بها اثم، و لا قطيعه رحم ، الا اعطاة الله فيها احدي ثلاث : اما ان تعجل له دعوتة ، و اما ان يدخرها له فالاخره ، و اما ان يصرف عنة من السوء مثلها . قالوا : اذا نكثر ، قال : الله اكثر . رواة الامام احمد . و هو حديث صحيح .

 

ثالثا : ربما يؤخر الله عز و جل اجابه الدعاء لحكم يعلمها سبحانة و تعالي ، و من هذا :

ان يصبح فالتاخير خير ، و هذا لعظم الاجر ، و رفعه الدرجات ، و حصول العاقبه التي يحمدها صاحبها فالدنيا و فالاخره .

وقد يشدد فالبلاء علي انسان لزياده ايمانة ، و لكى ترتفع درجاتة فالاخره .

قال علية الصلاه و السلام : ان من اشد الناس بلاء الانبياء ، بعدها الذين يلونهم ، بعدها الذين يلونهم ، بعدها الذين يلونهم . رواة الامام احمد و النسائي فالكبري .

وسئل رسول الله صلي الله علية و سلم فالحديث الاخر : اي الناس اشد بلاء ؟ قال : الانبياء ، بعدها الصالحون ، بعدها الامثل فالامثل . رواة الامام احمد و الترمذي

فقد لبث نبى الله ايوب علية الصلاه و السلام فالبلاء  ثمان عشره سنه ، بعدها فرج الله عنة .

وذكر غير و احد من المفسرين ان بين دعوه موسي علية الصلاه و السلام علي فرعون و قومة ، و بين قول الله عز و جل  لهما : (قد اجيبت دعوتكما) : اربعين سنه !

 

وقد لبث نبينا صلي الله علية و سلم و من معة من المؤمنين فالحصار فالشعب ثلاث سنين .

 

رابعا : ما يتعلق بالشكوي ، فليست جميع شكوي مذمومه ، و انما يذم ما يصبح علي سبيل الجزع و التسخط .

قال سفيان بن عيينه رحمة الله : من اظهر الشكوي الي الخلق و هو راض بقضاء الله لا يصبح هذا جزعا .

 

وقد و ردت الشكوي فالقران و فالسنه .

اما فالقران ففى قولة تعالي : (قد سمع الله قول التي تجادلك فزوجها) قالت عائشه رضى الله عنها : تبارك الذي اوعي سمعة جميع شيء ، انى لاسمع كلام خوله فتاة ثعلبه ، و يخفي على بعضة ، و هى تشتكى زوجها الي رسول الله صلي الله علية و سلم ، و هى تقول : يا رسول الله ، طعام شبابى ، و نثرت له بطنى ، حتي اذا كبرت سنى ، و انقطع و لدى ، ظاهر منى ، اللهم انى اشكو اليك . قالت : فما برحت حتي نزل جبريل بهذة الايه : (قد سمع الله قول التي تجادلك فزوجها) .

 

وكما قيل :

ولا بد من شكوي لذى مروءة  *** يواسيك او يسليك او يتوجع

 


الشكوى لغير الله